العدد 3396
الأربعاء 31 يناير 2018
banner
تربية الخدم
الأربعاء 31 يناير 2018

لا يخفى علينا الاعتماد الكبير للأسر الخليجية على الخدم في القيام بكل المهام المنزلية، والحديث في هذا المقال، لا يتركز على هذا الوضع الطبيعي، بل يتطرق إلى تربية الخدم للأبناء. في مشاهدة، ليست الملفتة الوحيدة؛ طفل تجاوز عمره عشرة أعوام، يتأبط يد الخادمة بعاطفة أمومية بالغة، وهو يمشي معها لدخول السوبرماركت، هذه المشاهدة، وغيرها من المشاهدات الوفيرة، تعكس مدى الاعتماد المطلق على الخدم في الجلوس مع الأبناء بل القيام بمهام التربية.

مع هذه العلاقة اليومية الوطيدة، قد يفضل الأبناء الخادمة على أمهم، وهذا نتاج خطير جداً، يؤثر بشكل سلبي على معايير التربية، واكتساب العادات والتقاليد المتوارثة، وكل القيم الأخلاقية والسلوكية المتعارفة في مجتمعاتنا.

في ظل ازدحامات الحياة، والمسؤوليات الكبيرة الملقاة على العواتق، نرى أن ذلك المبرر قد يكون مقنعاً بعض الشيء لعدم الاهتمام والالتفات الكامل للأبناء، لكن ليس من مبرر مقنع للاعتماد المطلق على الخدم في التربية؛ حيث تصل إلى مرحلة الارتباط والتعلق التام؛ كأم تربي، وليست خادمة تقوم بأعمال المنزل وحسب.

عبارة لطالما سمعناها ونحن صغار، الأم من تربي، وليست من تنجب. بالفعل، ليست الأم بالاسم، وفي ظل زحمة الحياة، ينبغي أن نجلس مع أبنائنا، ونوجههم، ونصقلهم بالقيم التي اكتسبناها، لا أن نترك الحبل على الغارب، ونعتمد اعتماداً كلياً على أشخاص لا يمتلكون ثقافتنا، وغير قادرين على تقديم ما نريد تقديمه بالفعل، وتعليمه لأبنائنا، مهما كانوا جيدين، ووفقنا في اختيارهم، يبقون لإتمام الأعمال المنزلية والخدماتية، وليس لبناء أجيال نأمل أن يكونوا أفضل منا بكل المقاييس، والأفضل لوطنهم وأنفسهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .