العدد 3396
الأربعاء 31 يناير 2018
banner
وَخْـزَةُ حُب د. زهرة حرم
د. زهرة حرم
ثمة مؤامرة... لا ندري أين!
الأربعاء 31 يناير 2018

هل الأطباق الطائرة، لا تزال طائرة! أين اختفت قصص الأطباق اليوم؟ لم نعد نجد في المكتبات كتبًا حديثة تتحدث عن خوارق الأطباق، ولم يعد هناك أشخاص يُقسمون بأغلظ الأيمان أنهم شاهدوا أطباقا طائرة تحلق عن بعد أمتار فوق رؤوسهم!
لم نعد نسمع عن شهادات حول كائنات فضائية خضراء أو بيضاء من ذوات الوجوه المثلثة مثقوبة العينين، والأنف... فيما يشبه نسبيا صورة الشيطان في مخيلتنا، أو الأشباح التي تتطاير، أو الأرواح الشريرة كما يصفها الغربيون! وماذا عن مثلث برمودا، الذي وُضعت حوله الحكايات والقصص، والاختفاءات المتكررة للسفن والطائرات في محيطه، والتسجيلات الصوتية المرعبة، لأشخاص يناشدون – بشدة – الإنقاذ السريع، كيائس ينتظر حتفه! أين كل هذا وذاك؟ أم أنها قصص وُضعت للأطفال الصغار؟! أو ربما الأطفال الكبار!؟ فحين نسترجع كل الكتب التي كُتبت، شرقا وغربا؛ بيدو لنا الأمر كقصص جدتي، المحبوكة في مكان ماضٍ، وزمن غابر، وأن لا حظّ لنا منها سوى التسلية والإثارة أو ربما الترهيب والتخويف؛ لهدف معين!
من منكم شاهد تلك الأطباق؟ أو الكائنات الفضائية؟ أو سافر في محيط برمودا، وشاهد أو سمع عن قرب حادثة اختفاء؟ وحدها أفلام هوليوود، والرسوم المتحركة، التي بثتها لأعيننا البشرية... والكثير الكثير تم تعبيره (عبورا) إلى أذهاننا البسيطة، الجاهزة لتلقي أخبار الخوارق والنوادر والمعجزات، عبر آلاف من الكتب، التي إن فكرنا فيها اليوم، وجدناها (هرطقات)... لا تمت إلى العقل الواعي بصلة!
منذ قديم الزمان، وسالف العصر والأوان، وعقولنا أوانٍ أو مواعين مفتوحة، كقدور من دون أغطية؛ تنتظر من يملأها. ولكن؛ هل هي الغفلة أو السذاجة، ما يجعلها كذلك “مكشوفة”؟ هل هو شوق فطري لدى الإنسان لتلقي كل مثير، أو غريب، أو ربما مستتر وغائب، أو إعجازي، أو جانٍّ كقصص الجن والمرَدة!؟
لماذا كل هذا التوق الغريب لتصديق ما لم نره، أو البحث عنه، بلذة عجيبة، كمن يبحث عن سر الخلق في الكون!؟ ولماذا حين تشتغل عقولنا قليلا لتفنيد حادثة ما، كالأطباق أو الكائنات الفضائية، نُرجعها إلى المؤامرات الخفية التي يحوكها الغرب ضدنا، في الظلام سرا، أو يعلل الأمر بعضنا بأنه سر من أسرار (ناسا) الخفية، التي تحافظ عليها؛ خوفا من اكتشاف الروس لها، وكأنها متعلقة بخبايا الحروب تحت الطاولة!
كل الأجوبة التي لدينا تحت الطاولة، وربما أسرار من أسرار الماسونية الخطيرة، والشهود ماتوا، أو دخلوا في غيبوبة طويلة. وماذا عن التفسير المنطقي، أو العقلي! سيقول لكم علماء النفس: إنها أسرار العقل الباطن! ولا حول ولا قوة إلا بالله... ربما نكتشف الإجابة في النوم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .