+A
A-

كانو الثقافي ينظم محاضرة "المسافة بين الموهبة والإبداع"

نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي في يوم الثلاثاء الماضي الموافق 23 يناير محاضرة بعنوان "المسافة بين الموهبة والإبداع " للأستاذ علي عبدالله خليفة وأدار الحوار الدكتور حسن مدن.

واستهل الأستاذ علي الأمسية بوصفه الوضع الحالي للساحة الإبداعية في الأمة العربية انه يعاني من أزمة وتراجع في مجالات النشر والأبداع على الرغم من وجود بعض الإضاءات المتبعثرة ولكنها لا تشكل مدارس فكرية بل مجرد إضاءات تلمع لتقول أن الأمة مازالت حية كما وصف الأستاذ علي حركة النشر الحالية بأنها حركة ناشطة ولكن كتقييم أنها ليست بالصورة المطلوبة وذلك نتيجة للإستسهال ونتيجة الوضع العام الشامل وكمثال على ذلك أشار إلى أن الأصوات الحالية في الساحة الغنائية لم تعد بتلك الجودة نتيجة الإعتقاد أن من يجيد العزف يجيد الغناء وهذه إشكالية خاطئة بحد ذاتها لتنطبق نفس المشكلة على ساحات النشر فلا يوجد فرز في الصحافة أولا فكل من يجيد الكتابة في وقتنا الحالي يريد أن يصنف ككاتب أو روائي أو شاعر .

كما وضح الإستاذ علي أن الإستسهال في الساحة الحالية وصل إلى حد كبير فانتشرت الروايات بشكل لا يعد ولا يحصى وانتشرت الأغاني ضعيفة الكلمات والألحان , فالموضوع شائك والمسافة مختلفة بين الموهبة والإبداع فمثلث الإبداع يتقسم بين الموهبة والإبداع في أضلاعه ليعتلي الإلهام قمة هذا المثلث, فالموهبة سمة معقدة تأهل الفرد للإنجاز المرتفع في بعض الوظائف والمهارات فهو الفرد الذي يمتلك استعداد فطري تصقلة البيئة المناسبة لذا تظهر الموهبة في الغالب في مجال محدد مثل الشعر والرسم, فالموهبة تولد فطريا في الانسان ولكن يجب أن تكتشف ويتم التعرف عليها.

كما عرف الاستاذ علي الإبداع بأنه إنتاج جديد ومفيد وأصيل ومقبول اجتماعا ويحل مشكلة ما ومن صور الإبداع أن ترى ما لا يراه الاخرين شئ يأتي بمعنى جديد لم يسبق إليه احد فترى المألوف بطريقة غير مألوفة فهو تنظيم الافكار وظهورها في بناء جديد انطلاقا من العناصر الموجودة, فهو طاقة عقلية هائلة تمكن من حل المشكلات بطرق جديدة تعجب السامع. فالموهبة بحاجة لبيئة حاضنة تعتني بها ليقوم صاحب الموهبة بصقلها وتنميتها فالموهبة لا تكفيها الدراسات ولكن تحتاج إلى روح تتطلع وترنو للتطور, وعرف الموهبة أنها للدلالة على الأفراد الذين يصلون في ادائهم لمستوى مرتفع في مجالات غير اكاديمية كالفنون والألعاب الرياضية وغيرها, فالمواهب هي قدرات خاصة لا صلة لها بالذكاء.

وفي الختام عرف الأستاذ علي الألهام بأنه شئ مرتبط بقوى تضع الفرد في حالة الايحاء وانه شئ رباني يصل بالإنسان لحالة مختلفة وجديدة فالالهام كمصطلح هو ما يلقى في الروح بطريق رباني, والإلهام لا يأتي لمن هو فقير الثقافة والفكر والإدارك فالفرد لابد ان يكون لديه استعداد نفسي وثقافي ليمسك بخيط الإلهام.  فالفرد من الواجب عليه الإجتهاد والعمل لتقصير المسافة بين الموهبة والإبداع.