تعتبر المبادرات الإنسانية التي أطلقتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية منذ عام 2015، من أنجح الإنجازات لدولة الإمارات العربية المتحدة في مجال العمل التنموي والمجتمعي الهادف إلى تغيير الواقع نحو الأفضل. المبادرات شملت قطاعات حيوية مؤثرة في تنمية الأفراد والمجتمعات وتضمنت مكافحة الفقر والمرض، ونشر المعرفة، وتمكين المجتمع، والابتكار كأداة أساسية لتحسين حياة البشر.. مبادرات ضخمة تهدف إلى  «صناعة الأمل» بالمنطقة يستفيد منها 130 مليون إنسان في 116 دولة حول العالم. وتندرج تحتها 28 مؤسسة ومبادرة تنفذ أكثر من 1400 برنامج تنموي بالتعاون مع 280 من الشركاء. المؤسسة أنفقت خلال 2016، (1.5) مليار درهم على مختلف المشاريع، استفاد منها 42 مليون شخص في 62 بلد، ومن أبرز بصماتها توفير الوقاية والعلاج لثلاثين مليون شخص من العمى وأمراض العيون وتمكين 2 مليون أسرة فقيرة.

لفتت نظري مبادرة “مليون مُبرمج عربي”، تهدف لتمكين مليون شاب عربي من لغة المستقبل (البرمجة)، وتفتح لهم مجالات واسعة في الوظائف دون مغادرة بلدانهم، توفر التدريب المحترف وسيتم اختيار أفضل 125 مبرمجا، ومنح مليون دولار لأفضلهم، و50 ألف دولار لكل من يصل للمراكز العشرة الأولى.. قطاع الشباب يشغل اهتمامي كثيرا وتمنيت طرح مثل تلك المبادرات في مملكتنا الحبيبة، لاختيار أفضل 50 شابا مبدعا ومبتكرا في أهم قطاعات العمل المرتبطة بالسوق والاحتياجات المستقبلية.

هناك مئات الوظائف ستختفي خلال العشرين سنة القادمة، بينما ستبرز وظائف جديدة تشكل مستقبل الأجيال القادمة، وهذا التحدي يجب أن يكون على طاولة الحكومة والمناقشات البرلمانية، ويؤخذ في الاعتبار ضمن السياسات التعليمية والبعثات الدراسية. لابد لمبادرات التشجيع والتحفيز والابتكار أن تأخذ حيز الاهتمام الكافي من قبل الجهات المعنية بقطاع الشباب، آن الأوان لكي نعيد النظر وندرس أسباب القصور ونتخذ خطوات جادة ومتقدمة تخدم الشباب، وذلك لن يتحقق بين عشية وضحاها، علينا أن نتأمل التجارب من حولنا والاستفادة منها لصوغ نماذج مماثلة تخدم وتنمي بلدنا وفق الإمكانيات والفرص المتاحة... كل ما نتمناه، إطلاق مبادرة (صناعة الأمل) بنموذج بحريني موجه للشباب، يتناسب مع احتياجاتهم وتحدياتهم حاضرا ومستقبلا وينسجم مع الرؤى والتطلعات المستقبلية.