العدد 3398
الجمعة 02 فبراير 2018
banner
ما أشبه الليلة بالبارحة... (3)
الجمعة 02 فبراير 2018

لقد كانت عقيدة “ولاية الفقيه” المحور الرئيس للمشروع الثوري، وهي فكرة السلطة المطلقة في الدولة الدينية، ويجب أن تخول لأكبر فقيه على قيد الحياة، مع تحديد رجال الدين الإطار الأساسي للقوانين، والنظام القضائي، وكيفية حكم البلاد.. والنتيجة، كما كتب بارسه، هي أن الخميني وحلفاءه انتقلوا إلى تأسيس الحكم الديني المطلق، واعتمدوا على آليات آيديولوجية وسياسية وقمعية لكسب تأييد شعبي، وتحييد المعارضة المتزايدة، وحتى مع تبنّي الزعيم الجديد لإيران سياسات العدالة التفضيلية لصالح الفقراء والمضطهدين، فقد حارب المنافسين بلا رحمة، وعمل على إسكات المعارضة باستخدام العنف الدموي.

ظل القمع سمة بارزة في إيران منذ الثورة الشعبية الإيرانية التي سرقها خميني، ولكن لم يتم القضاء على المعارضة، في هذه الحملة، كما يروي بارسه، نشر الخميني ومساعدوه الشرطة الدينية، وقوات الحرس الثوري، والقوة العسكرية الموازية بجانب الجيش النظامي، المسؤولة عن حماية الطابع الجديد للدولة؛ إضافة إلى أعمال البلطجة التي مارستها مجموعات، مثل جماعة “أنصار حزب الله”، وأوقف أعضاء هذه الجماعات التجمعات المعارضة والمنشقة، في حين أغلق النظام الجديد الصحف، التي تنتقد النظام الناشئ، وحظر منظمات المعارضة، بما في ذلك “الحزب الديمقراطي الكردي” الذي وصفه الخميني بـ “حزب الشيطان”، وتوفي مئات الأكراد في مناوشات مع الحرس الثوري أو أعدموا، بعد إدانتهم بجرائم غير واقعية؛ مثل التمرد.

وتلقت حركات أخرى قامت بحملات لصالح الأقليات العرقية مصيراً مماثلاً. وأخيراً، تحول رجال الدين نحو الخميني ضد حلفائهم السابقين.

وكانت الجماعات اليسارية الراديكالية، مثل حركة “مجاهدي خلق”، والأكثر اعتدالاً، مثل “الجبهة الوطنية” وحركة “حرية إيران”، برئاسة مهدي بازركان، أول رئيس وزراء للخميني، قد دعمت في البداية الخميني، ولكن في غضون بضعة أشهر، وجدت نفسها هدفاً للنظام!!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية