العدد 3400
الأحد 04 فبراير 2018
banner
نقطة أول السطر أحمد جمعة
أحمد جمعة
ضحية الديمقراطية
الأحد 04 فبراير 2018

يجمع المواطنون على أن الجهة الوحيدة التي تنشر الأخبار والأنباء والتصريحات المطمئنة التي تشيع الانشراح والتفاؤل في البحرين هو سمو رئيس الوزراء الموقر خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه من بين كل المسؤولين، وآخر بهجة نشرها سموه ما يتعلق بالزيادات السنوية للموظفين والتي تمثل حقاً مكتسباً لهم، وطالما هددت بعض الجهات بالتطاول على هذا المكتسب حتى حسم سموه الأمر واطمأن الموظف على حقه في الزيادة، ليس فقط من جهة تثبيتها، بل متابعة سموه الدائبة لصرفها والتأكد من ذلك، هنا الفرق بين من يزرع الفرح ويسقي الحياة بالتفاؤل وسط كومة التصريحات والهلوسات التي بلغت مداها بين النواب والشورى وهذا فصل آخر سنعود له. يظل مصدر التفاؤل والانشراح والحيوية التي تحرك باستمرار المياه الراكدة هو خليفة بن سلمان الذي لا يمر يوم أو أسبوع إلا وترى بصماته الخيرة على الساحة عكس البعض الذين سنأتي على ذكرهم لاحقاً.

موضوعان بعدهما أيقنت ضرورة الاكتفاء من الديمقراطية التي تتمثل في مجلسي الشورى والنواب، موضوعان حسما الجدل طوال هذه السنوات العجاف في مسألة بقاء أو انتفاء المجلسين، حتى لو حدث في برنامج مقالب لا يمكن تصديق الأمر، حتى لو جرى ذلك في حلم أحدنا لاعتقد أنه كابوس، حتى لو قيل لنا إن موضوع مياه المكيفات وأن جدلا جرى حولها لصدقنا شرط أن ذلك جرى في السويد أو النرويج حيث انتفت المشاكل واختفت المعاناة وجاء ذلك من باب الترف في ذلك المجتمع، لكن في البحرين وفي هذا الوقت بالذات وفي هذه المنطقة الملتهبة بوجود قضايا مصيرية، يأتي الجدل العقيم بين النواب على مياه المكيفات وفرض عقوبات أيضاً من النواب على الشعب؟!

الحكومة تفرج عن المواطن همه والنواب يزيدون من هم المواطن، وفوق هذا وذاك ينبثق مجلس الشورى العتيد ويرفض التحقيق مع المخالفات والتجاوزات وكأنه يقول بلسانه دعوا هؤلاء يسرحون ويمرحون، هل ما جرى للتو في فيلم خيالي أم في البحرين؟

لسان المواطن اليوم وفي كل مكان يلج بدعاء واحد وعبارة واحدة، دعوا الحكومة تعمل ورحلوا الديمقراطية فقد شبعنا جلداً من ورائها، فعلاً ماذا لو جربنا فصلاً واحدا بدون النواب والشورى ورأينا الفرق، حينذاك سوف ندرك هل هناك عقل يمكنه أن يستوعب الديمقراطية في عالمنا الثالث أو الرابع وربما الخامس؟

من أين سيلقاها المواطن البحريني، من غرفة التجارة أو من وزارة التجارة، أو من هيئة سوق العمل أو من ممتلكات، حتى تمكين مكنت البعض وأغفلت البعض وكان الله في عون هذا الشعب الذي جار عليه الزمن بالديمقراطية الخيالية.

تنويرة:

اترك مسافة مع الآخرين حتى يمكنك الابتعاد بسهولة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية