+A
A-

أهمية تاريخية واستثنائية لزيارة السيسي إلى مسقط

تكتسب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى مسقط تلبية لدعوة من السلطان قابوس بن سعيد، أهمية خاصة كونها تعد الأولى للسيسي منذ توليه مهام منصبه في يونيو 2014.

وتستمد العلاقات المصرية العمانية قوتها من البعد التاريخي وعمق العلاقات الثنائية بين البلدين وتشعبها على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية.

وعلى الصعيد السياسي هناك تشاور دائم بشأن المواقف والسياسات بين البلدين تجاه تطورات الأوضاع في المنطقة، فضلا عن دعوتهما إلى حل المشاكل بالحوار والحفاظ على تماسك الموقف العربي تجاه مختلف التحديات التي تواجه الأمة العربية.

وعلى الصعيد الاقتصادي، تشير إحصاءات نشرتها الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، إلى أن مجموع صادرات السلطنة إلى مصر خلال عام 2016 بلغ نحو 16,834 مليون ريال عماني (43,768 مليون دولار)، في حين بلغت وارداتها من مصر نحو 48,015 مليون ريال عماني (124,839 مليون دولار).

وبهدف تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، تعقد اللجنة الوزارية المشتركة اجتماعاتها بصفة دورية، فضلا عن اجتماعات أخرى للشركات العمانية والمصرية، حيث يبلغ عدد الشركات المصرية في السلطنة أكثر من 142 شركة، تعمل في مجالات التجارة العامة والمقاولات والتمويل والأوراق المالية والاستثمارات الهندسية والتصميم ومقاولات الصرف الصحي والتنمية السياحية والتأمين والخدمات التعليمية والثروة الحيوانية.

وفي فبراير 2017، وقعت مصر وعمان 3 اتفاقيات للتعاون الثنائي بين وزارتي القوى العاملة في البلدين، في مجالات الشباب والرياضة والطلائع والتدريب العمالي، وفقا لما ذكرت وكالة كونا.

وفي مايو 2017، عقدت بالقاهرة أعمال اللقاءات الثنائية بين الشركات العمانية والمصرية بهدف تعزيز التبادل التجاري بين البلدين، حيث تشكل الاستثمارات العمانية جزءا مهما من الاستثمارات الخليجية ‏والعربية في مصر.

‏وعلى الصعيد الإعلامي، وقع الجانبان المصري والعماني في مايو 2014 مذكرة تفاهم لتفعيل التعاون الإعلامي، التي تعتبر تفعيلا للاتفاق المبرم في عام 1974 وبروتوكول التعاون الإعلامي الموقع في عام 1983.

تبادل  الدرسات والبحوث 

وتتضمن مذكرة التفاهم تبادل الدراسات والبحوث الإعلامية والمعلومات المتاحة لدى الطرفين، ودعم الإنتاج المشترك للإصدارات المطبوعة والإلكترونية التي تلقي الضوء على العلاقات التاريخية بين البلدين وتقديم التسهيلات للباحثين والمتخصصين في الإعلام، وتشجيع تبادل الزيارات والخبرات الإعلامية والتدريب المشترك في كافة المجالات التي تخدم العمل الإعلامي.

وفي إطار العلاقات الثقافية بين البلدين، استضافت مصر عددا من الفعاليات، تأتي في مقدمتها الأيام الثقافية العمانية التي أقيمت في ديسمبر عام 2012 بالقاهرة والإسكندرية، فضلا عن استضافة مكتبة الإسكندرية العديد من الأنشطة الثقافية العمانية، منها اليوم الثقافي العماني عام 2013، بحسب وكالة كونا.

وعلى صعيد الزيارات المتبادلة، شهدت الفترة الماضية زيارات مكثفة بين مسؤولي البلدين، حيث زار وزير الخارجية المصري سامح شكري السلطنة في نوفمبر 2017 في إطار جولة شملت حينذاك الأردن والكويت والبحرين والإمارات والسعودية، نقل خلالها رسالة من السيسي إلى السلطان قابوس، تناولت العلاقات الثنائية والتشاور حول تطورات الأوضاع في المنطقة.

كما قام شكري بزيارة السلطنة في مطلع يناير 2017، فيما قام الوزير العماني المسؤول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي بزيارة القاهرة في أبريل من العام ذاته، استقبله خلالها السيسي، الذي أكد خلال اللقاء عمق العلاقات الوثيقة التي تجمع البلدين، وحرص بلاده على تطوير التعاون الثنائي مع عمان في مختلف المجالات.

وجاءت زيارة وزير الدفاع والإنتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة المصرية الفريق أول صدقي صبحي إلى مسقط في نوفمبر 2017، وهو في طريقه إلى الهند، تعزيزا للعلاقات بين البلدين، حيث التقى حينها الوزير العماني المسؤول عن شؤون الدفاع بدر البوسعيدي.

وتم خلال اللقاء استعراض مجالات التعاون العسكري القائم بين البلدين، وبحث عدد من الأمور ذات الاهتمام المشترك.

مواقف مشرفة

ولا ينسى التاريخ المصري مواقف العمانيين من مصر، لاسيما موقفهم من الحملة الفرنسية عام 1798 وإعلان سلطان بن أحمد ( (1792-1804) استياءه من هذه الحملة واحتجاجه رسميا على اعتداء فرنسا على دولة عربية مسلمة، وإيقافه المفاوضات الفرنسية العمانية التي تمهد لعقد معاهدة بين الدولتين.

كما يستذكر المصريون تأييد عمان لمصر خلال العدوان الثلاثي عام 1956، والمواقف المشرفة للسلطان قابوس حين أصدر مرسوما أثناء حرب أكتوبر 1973 بالتبرع بربع رواتب الموظفين لدعم مصر، مع إرسال بعثتين طبيتين عمانيتين لمصر، بالإضافة إلى كلمته التي ألقاها بمناسبة العيد الوطني الـ 14 للسلطنة (1984) حين قال: "لقد ثبت عبر مراحل التاريخ المعاصر أن مصر كانت عنصر الأساس في بناء الكيان والصف العربي، وهي لم تتوان يوما في التضحية من أجله والدفاع عن قضايا العرب والإسلام، وإنها لجديرة بكل تقدير".