العدد 3404
الخميس 08 فبراير 2018
banner
تعيش الكلاب الضالة!
الخميس 08 فبراير 2018

استحضرتني رواية مزرعة الحيوانات للروائي جورج أورويل وهو يرى حلمه يتحقق أخيرا في جعل الحيوانات شركاء بالتساوي مع الإنسان في سيادة الكرة الأرضية وأن يكون صوتهم مسموعا في الاعتراض على ظلم البشر لهم، وأنا أقرأ البيان الموزّع الأخير من جمعية الرفق بالحيوان بشأن “تسبب أحد الملاك في نفوق حصان بقرية عالي”.

ومرد هذا الاستذكار هو أن فئة الحيوانات - مع حفظ الألقاب - أصبحت تعيش أزهى فتراتها الذهبية في البحرين بفضل هذه الجمعية التي باتت تنافس نظراءها العالميين بل تفوقت عليهم في الذود عن مصالح الحيوانات، لدرجة أنك من الممكن أن تدخل في سين وجيم مع السلطات الأمنية إذا شعروا بأنك ترمقها بنظرة ازدراء أو فوبيا حتى لو كان هذا الحيوان على مشارف أن “ينتف ريشك!”.

يقول البيان الرسمي الموزع على الصحف في حادث إهمال الحصان “لو تواصل المالك مع الجمعية لقاموا بما يلزم للتعامل مع مثل هذه الحالات ...”.

الطريف في الأمر أنني قمت بتتبع حسابات الجمعية فلم أجد في محتويات حسابها على الانستغرام وموقعها الرسمي إلا موضوعات باللغة الإنجليزية، فكيف لمواطن يتعامل مع الحيوانات وهو يعيش في دولة عربية لا يستطيع أن يقرأ ما تود الجمعية طرحه للناس وتخاطبهم بلغتهم الأم؟ إلا إذا كانت غاية الجمعية هو استهدافها للقارئ غير العربي.

ربما كان حرياً بالجمعية أن تثقف مجتمعها المتحدث باللغة العربية أولاً قبل تدويل قضايا الحيوانات أمنيًّا، وأن تربي كلابها الضالة المستشرية في أزقتنا حتى ننعم -كبشر - لنا نفس الحقوق في العيش بأمان بعيدًا عن المزايدات في تعاملنا مع الحيوانات.

أخشى ما أخشاه يا أصدقائي، أن يخرج لنا أفراد الجمعية قريبًا ببيان يتوعد بعصا النيابة من الآن وصاعدًا كل من يستخدم جملة “أعزكم الله” بعد النطق بكلمة “حيوانات”، وأنه بدلاً من ذلك يجب فرش السجاد الأحمر في الفراجين وحمل المشموم لاستقبال سعادة الكلب وهو ينبح على المارة استعدادًا للانقضاض عليهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية