العدد 3407
الأحد 11 فبراير 2018
banner
نقطة أول السطر أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأمن رقم 1
الأحد 11 فبراير 2018

في هذا الزمن أصبح مصير الأوطان والإنسان معاً مرتبطاً بالأمن، ومن ثم تأتي بقية الأولويات، فلو افترضنا أن هناك من اخترق من الهكرز موقعا حكوميا أو مؤسسة مالية أو هيئة دفاع فسوف يكون الوطن مهدداً، ولو افترضنا أن هناك من ألقى قنبلة أو فجر حافلة أو نسف جسراً فأمن الوطن يضحى مهدداً، أية رصاصة تنطلق خارج الشرعية، بل أية كلمة تحريض تصدر من جهة ضد أمن الدولة تصبح تهديداً للأمة والشعب، ومن هنا يأتي الأمن ليس في المقدمة فحسب، بل هو أساس الاستقرار والحياة، فبدون الأمن لا اقتصاد ولا ثقافة ولا سياحة ولا صحة ولا تعليم، ولا حتى تنفس الهواء، والدليل انظروا لسوريا واليمن وليبيا وحتى العراق ولبنان وتأملوا بسبب فقدان الأمن كيف أصبحت هذه الأوطان ومن يعيش فيها بمهب الرياح.

في هذا الزمن الذي سلمت فيه الدول والشعوب رقبتها لتقنية المعلومات وأصبحت المطارات والوزارات والجيوش وكل ما يتحرك على الأرض مرتبطاً بتقنية المعلومات، فهل نستغرب لو حدث اختراق في أجهزة الدولة ومرافق الحكومة ومؤسسات القطاعين العام والخاص، بأن تنهار بنية تلك الدول؟ بل هل نستغرب أن تفلس البنوك والشركات لو تم تحطيم قاعدتها المعلوماتية، كل ذلك وارد اليوم في ظل الاعتماد على هذه التقنية التي أضحت رغم أهميتها القصوى من ضرورات التقدم والتطور، لكنها بذات الوقت أصبحت تحمل في طياتها دمارا إن لم تؤخذ الاحتياطات اللازمة والحذر والتيقن.

من هنا سهل على أعداء الدولة والشعب التسلل بخلايا الدمار إلى مفاصل هذه التقنيات واختراق أجهزة الدولة والعبث بمقدرات الأمة، ليس هذا فحسب، بل إن ضرب الدولة في تقنية المعلومات مقدمة لضربها في مفاصل بنيتها الهيكلية العامة، وبالتالي أصبح الحذر من ضرورات الأمن الذي هو كما ذكرت في بداية حديثي أساس استقرار الدول، ورأينا على أرض الواقع مصير الدول والشعوب التي استهانت بالأمن وفرطت فيه أين أصبح مصيرها؟ حتى الدول الغربية والصناعية ذاتها التي كانت حتى وقتٍ قصير تتآمر وتعبث بأمننا من أجل تأمين مصالحها كيف تلقت صفعة حين تسلل الإرهاب من دول الفوضى العربية المنهارة ليضرب عواصمها ذاتها التي استيقظت على موجة من الإرهاب، أدركت من خلالها أن العبث بالأمن في دولة ما سيتبعه الإخلال بالدول الأخرى حتى لو كانت في قارة أخرى، وما جرى في ليبيا مثلاً جرى لفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبلجيكا، الإرهاب القادم عبر البحر المتوسط.

نحن اليوم نتعرض في منطقتنا الخليجية لعبث إيران وطوابيرها الخامسة مع دخول الدوحة على الخط بالاستهتار بأمننا، وبالتالي أصبح من اللازم الحذر والانتباه وعدم المساومة على الأمن مهما كانت الضرورات والأولويات، ليكن الأمن هو الأولوية الأولى.

تنويرة:

المال وسيلة للنجاح والنجاح وسيلة للمال، من نصدق؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .