+A
A-

"الثقافة في وسائل التواصل الاجتماعي" ندوة لعوض هاشم بأسرة الأدباء

أقيمت بأسرة الأدباء والكتاب يوم أمس ندوة بعنوان "الثقافة في وسائل التواصل الاجتماعي" تحدث فيها الإعلامي القدير عوض هاشم وأدارها سليم بودبوس.

خاض المحاضر في عدة محاور وطرح مجموعة من الأسئلة ذات العلاقة منها.. هل تنطق وسائل الاتصال بثقافة ام تعكس ثقافة؟وكيف تتشكل الثقافة المعاصرة؟ البرامج الثقافية في الإذاعة والتلفزيون بين الحجم والمضمون؟ المجتمع الرقمي والميديا الجديدة ووسائل التواصل الاجتماعي وعلاقتها بالثقافة الجماهيرية ؟ البرامج الترفيهية.. التسلية.. الإشكالية؟

ثم تحدث عن مسألة ثقافة النخبة والثقافة الجماهيرية مستعرضا ثلاث نقاط شرحها كالتالي.. انتهى زمن الجماهير العمياء لان الثقافة الجماهيرية معدة او منتجة للاستهلاك الجماهيري الشاسع مما ساهم في خلق الرأس مالي الثقافي. وايضا العولمة الثقافية تمارس آليتها التفكيكية وتجزيء الثقافة وتشظيها الى ثقافات تعددية " الثقافة الكروية.. ثقافة الهاتف النقال.. ثقافة المهاجرين الخ".

وهناك من يلحق الثقافة الجماهيرية بالثقافة العليا ولكن هو يفصلها عن الثقافة الشعبية وتظل الثقافة الجماهيرية محل النقد من مدرسة فرانكفورت والدراسات الثقافية الانجلنزية رغم إقرارها بتحولات ما بعد الحداثة والمجتمع الرقمي الجديد.

ثم استحضر هاشم ثلاث أطروحات في نظريات الثقافة الجماهيرية وهي: أطروحة ادجار موران، وأطروحة ابراهام موليس، وأطروحة مارشال ماكلوهان 1911. فالأول أي موران يرى ان الثقافة الواردة من وسائل الاتصال هي التيار الوحيد الجديد للقرن الحالي ولكنها ليست التيار الوحيد، كما يرى ان الثقافة الجماهيرية منتج صناعي ارتبط بالسوق واستجابة الرأسمالية في القرن العشرين وانها تخضع للعرض والطلب ومفهوم صناعة الثقافة. وأخيرا يرى موران المضامين الجوهرية للثقافة الجماهيرية "امنح الجمهور ما يريد" وما يترتب على ذلك من سلبية التخييل الذي قد لا يتفق مع الواقع.

اما أطروحة ابراهام موليس فترتكز على 4 نقاط وهي: الثقافة التي تنشأ من التفاعلات الاجتماعية التقليدية.. الأسرة.. المدرسة.. التنشئة.

والثقافة الفسيفسائية مفهوم طرحه موليس عن الثقافة الجماهيرية لأنه تقصد مشاهدة التلفزيون والصحافة والإذاعة والخ. والنقطة الثالثة ان هذه الثقافة المتمثلة في لوحة "سوسيو ثقافية" تقصد الثقافة الاتصالية. والنقطة الرابعة من المفارقات ان هذه ثقافة تقدمها وسائل الاتصال في عقول الجمهور الذي اتصل من دون انتقائية مما يعد أمرا سلبيا.

بينما اطروحة مارشال ماكلوهان فتتمثل في جانبين كما أوضح هاشم وهي يذهب الى قدرة وسائل الاتصال الفائقة على التجريد والمحاكاة والتمثيل الرمزي. وان وسائل الاتصال الحديثة هي قنوات مليئة بالمعلومات وهي امتداد لحواس الإنسان.

واختتم عوض هاشم محاضرته بطرح عدة حلول وهي كالتالي: تتميز وسائل الإعلام بالقدرة الفائقة على شحن الطاقات وتفعيلها والواجب استغلال ذلك في تصميم برامج التنمية الثقافية. كما لا يفترض التهوين والتقليل من شأن اي نوع من الثقافة حتى لا نقع في "الفصام الثقافي" فالثقافات تتقاطع من اجل بناء الإنسان. وضرورة تأهيل البرامج الثقافية لتكون قادرة على خلق المواطن الايجابي المعاصر.