العدد 3410
الأربعاء 14 فبراير 2018
banner
نقطة أول السطر أحمد جمعة
أحمد جمعة
لا تلعبوا بالنار
الأربعاء 14 فبراير 2018

لقد أسس سمو رئيس الوزراء الموقر خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه منذ توليه المسؤولية تقاليد وقواعد راسخة في العلاقات البحرينية الأصيلة تقوم على الاحترام المتبادل بين أفراد المجتمع وعدم استغلال الحرية المتاحة لتشويه وتجريح الآخرين، وهي تقاليد نمت في ظل توجيهاته السديدة بالحفاظ على سمعة البحرين ومكانتها والابتعاد عن الانزلاق في أي من الممارسات الوضيعة الغريبة عن مبادئ وقيم أهل البحرين الأصيلة.

لنكن صريحين وواقعيين، من هنا أستغرب ما يصدر عن وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصا عندما تكون بيد مسؤول أو نائب أو إعلامي يوظفها للإساءة والتجريح وتصفية الحسابات في العلن وأمام أجهزة الدولة الرسمية التي تتفرج، بل نستغرب من أنها لا تتخذ موقفاً صارماً تجاه هؤلاء الذين يسيئون لغيرهم مستغلين وسائل التواصل الاجتماعي ومستندين على بعض المتنفذين لتعكير صفاء الوطن بهذه الممارسات الغريبة عن مجتمعنا المتكاتف وتقاليدنا الأخلاقية والإنسانية التي طالما ميزت البحريني عن غيره، حتى أصبحنا اليوم بوجود هؤلاء الذين بيدهم هذه الوسائل الخطرة المدمرة يمتهنون كرامة غيرهم معتقدين أن هذه الوسيلة ستوصلهم أو تحقق أهدافهم وهو أمر لا يؤدي إلا لشق المجتمع وشرخ بنيته البحرينية الأصيلة، من هنا أنا لا أطالب فقط بوقف تلك المسخرة على وسائل التواصل الاجتماعي بل إيقاف من يدعمهم من الخلف وفي الظل ومن وراء الستار، هذا هو المهم الذي غاب عن الكثيرين ممن تناولوا هذا الموضوع.

إن مجتمعنا البحريني وبسبب هؤلاء المغامرين ممن يدعمون أمثال هؤلاء المتلاعبين بوسائل التواصل الاجتماعي معتقدين أنهم يمارسون لعبة تصفية الحساب مع هذا الطرف أو ذاك، عليهم أن يدركوا أن هذا لعب بالنار، ومن يلعب بالنار يحرق نفسه أولاً وهي لعبة خطرة لا نتمنى من مسؤول أو متنفذ أن يلعبها، فإذا كنا نأخذ على المواطن العادي الانزلاق في هذه اللعبة فماذا لو انزلقت فيها وجوه محسوبة على الواجهة ولها مكانتها كما يفترض؟ من هنا أحذر من الغوص في هذا البئر الغائر وأطالب الحكومة بأن لا تكتفي بوقف هؤلاء ومحاسبتهم، إنما اجتثاثهم حتى لا يكونون نقطة سوداء في واجهة الوطن التي طالما كانت مضيئة ولم تعرف مثل هذه الممارسات الغريبة القادمة من مستنقع البؤر الملوثة، وهي ظواهر عرفتها المجتمعات المنحطة ولم تعرفها البحرين في تاريخها إلا مؤخراً وبشكل شاذ يجب استئصاله قبل أن يتحول إلى ظاهرة.

حان الوقت للتعامل بحزم وعلى المكشوف مع هؤلاء وألا تتاح لهم حماية من هنا أو هناك ومن يعرف نفسه يدرك ما أعني، أما الحكومة فأرجوا أن تكون حاسمة في هذا الشأن حتى تستأصل هذه الآفة الدمرة.

 

 تنويرة:

مهما نزلت لمستوى الجاهل سيظل في اعتقاده أنه أعلم منك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .