+A
A-

تيلرسون: لا فرق بين الجناحين العسكري والسياسي لحزب الله

أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون اليوم الخميس، من بيروت أن "حزب الله منظمة إرهابية ولا فرق بين جناحيه السياسي والعسكري"، وأكد أن "حزب الله زاد من النزاع في سوريا والمنطقة"، مشدداً على ضرورة أن يوقف حزب الله نشاطاته في الخارج.

واعتبر تيلرسون في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أن "تنامي ترسانة حزب الله وتورطه في الصراعات الإقليمية يهدد أمن لبنان"، معتبراً أنه يتوجب على "مسؤولي لبنان الابتعاد عن صراعات المنطقة.. والتمسك بسياسة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية".

وقال تيلرسون: "لا يشكل حزب الله مصدر قلق للولايات المتحدة فحسب. ينبغي للشعب اللبناني أن يقلق أيضاً كيف أن أفعال حزب الله وترسانته المتنامية تضع لبنان بطريقة غير مرغوبة وغير بناءة تحت المجهر". واعتبر أن "ضلوع حزب الله في النزاعات الإقليمية يهدد أمن لبنان ويزعزع الاستقرار في المنطقة".

وشدد تيلرسون على أن "وجود حزب الله في سوريا لم يؤد إلا إلى مواصلة سفك الدماء وفاقم نزوح الأبرياء ودعم نظام الأسد الوحشي"، معتبراً أنه "من غير المقبول لمليشيا كحزب الله أن تعمل خارج سلطة الحكومة اللبنانية".

في سياق آخر، أعرب تيلرسون عن دعم واشنطن للقوات الدولية العاملة في لبنان، كما أكد عمل بلاده مع الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في مواجهة داعش والقاعدة.

وتابع: "نحاول التوسط بين لبنان وإسرائيل لضمان الهدوء في منطقة الحدود". وأوضح تيلرسون أن هناك مناقشات بناءة تجري حاليا، وحث إسرائيل على أن تكون بناءة أيضا.

من جهته، أكد الحريري أن "لبنان يلتزم بالنأي عن النفس والابتعاد عن الأزمات.. لبنان مع كل أنواع التهدئة في المنطقة"، مشدداً على رفضه لأن "يكون لبنان ضحية الصراعات في المنطقة". كما اعتبر أنه يتوجب على المجتمع الدولي مساعدة لبنان لمواجهة أزمة اللاجئين.

وتابع: "أبلغت الوزير تيلرسون أن التزام الجميع بسياسة النأي بالنفس بات اليوم مسؤولية جماعية ويتم مراقبتها عن كثب من قبل مؤسسات الدولة لضمان تنفيذها بما يخدم مصالح لبنان الوطنية ويمكنه من الإبقاء على أفضل العلاقات مع الدول العربية والمجتمع الدولي بشكل عام".

وعن الصراع مع إسرائيل قال الحريري: "لبنان ملتزم بقراري مجلس الأمن الدولي رقم 1701 و2317 ونريد أن ننتقل إلى مرحلة وقف إطلاق نار دائم، لكن استفزازات إسرائيل اليومية وانتهاكاتها لسيادة لبنان تعطل تحقيق هذا الهدف إضافة إلى خطابها التصعيدي. هذا الأمر يجب أن يتوقف بالنظر إلى أن حدود لبنان الجنوبية هي الأهدأ من نوعها في المنطقة، وأدعو وزير الخارجية للمساعدة في الحفاظ عليها كذلك".

وكان تيلرسون قد وصل اليوم الخميس إلى لبنان في زيارة قصيرة، من المتوقع أن يعلن خلالها موقفاً حازماً من ميليشيا حزب الله.

وتعد زيارة تيلرسون، التي تستمر نحو ست ساعات وسط إجراءات أمنية مشددة، الأولى لمسؤول أميركي في هذا المنصب منذ أربعة أعوام.

والتقى تيلرسون الرئيس اللبناني ميشال عون، كما اجتمع برئيس البرلمان نبيه بري، وبرئيس الحكومة سعد الحريري.

وأكد تيلرسون بعد لقائه عون، وقوف بلاده إلى جانب الشعب اللبناني "من أجل لبنان حر وديمقراطي"، منوهاً بمضمون المناقشات "الصريحة والبناء".

ووجّه تيلرسون في كلمة دونها على سجل الشرف في القصر الرئاسي شكره لعون على "الاستقبال الدافئ والمباحثات الصريحة والبناءة".

وأضاف: "الولايات المتحدة تقف إلى جانب الشعب اللبناني من أجل لبنان حر وديمقراطي"، متمنياً للبنان "الاستقرار والازدهار في المستقبل".

من جهته، أبلغ عون تيلرسون بأن لبنان ملتزم بالحفاظ على الهدوء على حدوده الجنوبية وحث واشنطن على لعب دور "فاعل" للمساعدة في حل نزاع بيروت البري والبحري مع إسرائيل.

وجاء في بيان للرئاسة اللبنانية أن عون ناشد الولايات المتحدة العمل "على منع إسرائيل من استمرار اعتداءاتها على السيادة اللبنانية البرية والبحرية والجوية".

وأكد عون على "تمسك لبنان بحدوده المعترف بها دوليا ورفضه ادعاءات إسرائيل بملكية أجزاء من المنطقة الاقتصادية الخالصة في المياه اللبنانية".