العدد 3412
الجمعة 16 فبراير 2018
banner
ضلوع إيران في تدريبات عناصر القاعدة على الهجمات بالطائرات
الجمعة 16 فبراير 2018

كتب المتابعون لعلاقات القاعدة الإرهابية بإيران الكثير من المواضيع التي أنكرها البعض بذريعة أن إيران الشيعية ليس من الممكن أن يربطها رابط بالقاعدة السنية، وعدم إمكانية تعاونهما في تنفيذ عمليات إرهابية ضد ما تسميه إيران “الشيطان الأكبر”، وما تسميه القاعدة “معسكر الكفر والإلحاد”، لكن ما تكشف أخيرا أثبت بالوثائق التي طرحتها المخابرات الإيرانية أن هناك علاقات وثيقة وأعمالا نفذت شراكة بين القاعدة والنظام الإيراني وأن إيران قدمت عونا ماديا ومعنويا للقاعدة، ولن أتحدث هنا عن إيوائها عائلة بن لادن وقادة القاعدة في إيران، بل ضلوعها الموثق في تنفيذ جرائم القاعدة الإرهابية وتدريب عناصرها على العمليات بما في ذلك تلك التي نفذت بالطائرات.
وكشفت وثائق أبوت آباد، التي عثر عليها في مخبأ زعيم تنظيم القاعدة، وأفرجت عنها المخابرات المركزية الأميركية مؤخرا، عن إصرار أسامة بن لادن، على استخدام الطائرات في هجمات جوية ضد أميركا، حتى بعد عملية تفجير برجي مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر من العام 2001، فلم يكن الخبر الذي أعلنت عنه السلطات الأميركية مؤخراً، بتوجيه تهمة الانضمام إلى تنظيم القاعدة بحق الشاب نايف عبدالعزيز، الذي درس في كلية للطيران بولاية أوكلاهوما، المرة الأولى التي يرتبط بها تنظيم القاعدة بالطيران والطائرات، حيث أولى زعيم القاعدة أسامة بن لادن، وحتى بعد تفجير برجي التجارة العالمي في نيويورك بطائرتين مختطفتين، بحسب ما كشفت عنه وثائق أبوت آباد، اهتماماً بالغاً في حث قياداته على تركيز الجهود لتطوير قطاع الهجمات الجوية، ضد الولايات المتحدة وحلفائها.
ولم يكن المتهم الذي حصل على رخصة الطيران في نوفمبر 2016، وكشفت أمره 15 بصمة له وجدها مكتب التحقيقات الاتحادي على طلب للالتحاق بمعسكر “الفاروق” في عام 2000، سوى جزء يسير من مخططات زعيم القاعدة. إلا أن الجديد بالموضوع كان ورود اسم إيران ضمن مخطط التحضير للهجمات الجوية كمركز تدريب ودعم لعناصر لجنة العمل الخارجي التي أوكلت مهامها لـ “أبو يونس الموريتاني”، المكلف بتدريب مجندي القاعدة وابتعاثهم لاختطاف الطائرات.
ووفقاً لما جاء في رسالة مطولة وجهها عطية الله الليبي (محمود)، إلى بن لادن، ومؤرخة في عام 1431/2010، لإطلاعه على مجريات العمل الخارجي قال: “كما اتفق معكم الشيخ سعيد، فإن الشيخ يونس جاهز للتحرك والسفر، والوجهة مبدئياً هي إيران، ومعه حوالي من 6 إلى 8 إخوة اختارهم... فقلت له: ننتظر التأكيد الكامل والنهائي منكم للتحرك بالفعل والموافقة على هذه الوجهة (إيران) مبدئياً، لأن فكرته هي البقاء حوالي 3 أشهر في إيران لإعطاء الإخوة دورة هناك، ثم البدء في تحريكهم موزعين على الدنيا لمهامهم وتخصصاتهم”. وتبدو موافقة بن لادن على الانطلاق من إيران واضحة، في رسالته التي وجهها بدوره إلى “أبو يونس الموريتاني”، استناداً على تقرير “عطية الله”، قائلاً: “وصلتني رسالتكم الكريمة فاطلعت عليها وسررت بما تضمنته عن أهمية العمل الخارجي ومقترحاتكم القيمة للنهوض به... وبخصوص تمويل العمل أرجو أن تكتبوا لي عن مقترحاتكم، ولا بأس من فتح عمل تجاري في المكان الذي اقترحتم العمل فيه يكون غطاء لكم وممولا لأعمالكم”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .