العدد 3414
الأحد 18 فبراير 2018
banner
نقطة أول السطر أحمد جمعة
أحمد جمعة
لماذا إعمار العراق قبل الأوان؟
الأحد 18 فبراير 2018

لست ضد الشعب العراقي العربي الشقيق، ولست ضد العراق العربي الأصيل الذي ينتمي لقوميته ومحيطه الحضاري والإنساني، هذه الديباجة فقط حتى لا تُفهم أسئلتي التي سأطرحها خطأ وسط مهرجان إعمار العراق الذي ساهمت فيه الدول الخليجية ولم تساهم فيه لا أميركا ولا بريطانيا ولا إيران، والسؤال لماذا هذه الدول الثلاث المعنية بالسؤال؟

لأن دمار العراق تم على يد توني بلير بريطانيا وجورج بوش أميركا وطبعاً من أنهى وجود العراق العربي إيران الولي الفقيه، إذا لماذا تتحمل الدول الخليجية كلفة إعمار العراق في وقت يجب فيه أن تكون الدول المعنية بهذا الإعمار هي إيران وأميركا وبريطانيا، لأنها هي المسؤولة عن خراب العراق ودماره؟ حتى بروز داعش والحشد الطائفي سببهما هذه الدول الثلاث، فلماذا تُغرم دولنا الخليجية التي عانت من العراق الذي وقف ضدنا بعد أن أصبح قاعدة إيرانية؟ هل تغير العراق؟ حسب علمي مازال حزب الدعوة الطائفي هو من يحكم بينما مكونات الشعب العراقي كلها مهمشة؟

سؤال آخر، من يضمن لنا أننا لو قمنا بتقوية العراق وإعماره وهو مازال في حضن إيران أن لا يعود وينقلب علينا من جديد؟ هل هناك ضمانات مع وجود إيران محتلة للعراق والقرار بيدها؟

لماذا نخسر المليارات ونحن في ظل أوضاع مالية دولية، شعوبنا ودولنا الخليجية أحق فيها من دولة مازالت غير مضمونة العواقب؟ فعلى سبيل المثال مازال ما يسمى بالحشد الشعبي يحكم، ومازال المتورطون في إرهاب البحرين مقيمين هناك، ومازالت اليد الطولى في العراق لإيران، بل لم يظهر حتى الآن ما يلوح في الأفق بأن العراق عاد لمحيطه العربي بقدر ما نرى ونسمع مجرد تأويلات وتكهنات وتصريحات دبلوماسية، ولكن على أرض الواقع مازال العراق قاعدة إيرانية، فهل من المعقول أن نعمر ونقوي قاعدة إيرانية سرعان ما ستنقلب علينا بعد إعمارها؟

لعل هناك حسابات لدى دولنا الخليجية لا يراها العبد لله، لكن على الأقل من حق المواطن الخليجي معرفة ولو قسط يسير عن فحوى ومغزى إعمار العراق الذي مازال بيد حزب الدعوة الإيراني الذي هو ذاته وراء دمار العراق وهو من تآمر على نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين رحمه الله وحطم الجيش العربي العراقي وساعد على احتلال إيران له، ويبقى السؤال الأخير المستغرب، لماذا نسهم نحن الذين لم نشارك في تدمير العراق بمليارات الدولارات في هذا الوقت المالي العصيب، ولا تشارك كل من إيران وأميركا وبريطانيا بدولار واحد، وهي الدول التي حطمت العراق ونزعته من محيطه العربي وسلمته لإيران هدية؟.

تنويرة:

لا تختلف الساعة المتأخرة عن الساعة المتقدمة مادمت لا تنظر للساعة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .