+A
A-

استراتيجية واشنطن تجاه إيران تتطلب دورا أميركيا داعما بسوريا

أكدت جلسة استماع، نظمتها مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في الكونغرس، أنه لتطبيق الاستراتيجية الأميركية تجاه إيران، لا بد من استراتيجية واضحة وداعمة تجاه سوريا تستعيد دور الولايات المتحدة في المنطقة.

وشارك في الجلسة عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي آدم كينزنغر، ومجموعة من الخبراء من بينهم السفير الأميركي السابق ريان كروكر.

وناقشت الجلسة السبل الممكنة لتطبيق الرؤية الأميركية تجاه سوريا، التي أعلن عنها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الشهر الماضي، وتهدف إلى قطع الطريق على الأحلام الإيرانية بتأمين ممر مباشر من طهران إلى بيروت.

وإذ رأى كينزنغر أن التركيز في الأزمة مع إيران استحوذ بشكل خاطئ سابقا على الاهتمام بوقف البرنامج النووي فقط، فقد اعتبر أن هذا الأمر هو ليس إلا جزءا مما كان يجب مقاربته في الأزمة مع النظام الإيراني.

وفي هذا السياق ذكر كينزنغر، دور إيران المزعزع للشرق الأوسط قائلا إن طهران تتولى تمويل ما سماه الجماعات السيئة في المنطقة، مشيرا إلى أن ثمانين بالمئة من القوات المقاتلة مع الرئيس السوري بشار الأسد هي ميليشيات مدعومة من إيران، ساعدته على البقاء في السلطة، بالتعاون مع روسيا.

كما نوه بأن ربع الأميركيين الذين قتلوا في العراق، قضوا على أيدي ميليشيات إيرانية، داعيا حلفاء الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على إيران لسلوكها المزعزع للاستقرار، ولا علاقة لها بالبرنامج النووي.

وإذ رأى كيينزنغر أنه من الصعب الآن التدخل في سوريا بعدما فوتت إدارة أوباما الفرصة عام ألفين وثلاثة عشر، كما قال، إلا أنه دعا إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى توجيه ضربات للنظام السوري تحد من قدرته على استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد شعبه.

وفيما أيد السفير ريان كروكر أن خطأ الإدارة الأميركية بدأ منذ عهد الإدارة السابقة إلا أنه شدد على أن هذا الخطأ بدأ منذ العام ألفين وأحد عشر في سوريا ولم يقتصر عليها فقط. كما نوه كروكر بأن ما يحصل في العراق وسوريا هو النسختان الثانية والثالثة لإيران من حزب الله، انطلاقا من استراتيجية إيرانية متجذرة مبنية على التمدد خارج الحدود.

كما حض كروكر على استعادة الدور القيادي للولايات المتحدة، بعد تراجعه منذ عهد الإدارة السابقة، معتبرا أن وجود الولايات المتحدة في محادثات آستانة كمراقب هو دور مهين.

 بدوره أيضا تحدث مدير الأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ديفيد أديسنيك، عن ضرورة وجود استراتيجية واضحة في سوريا وأقسى تجاه إيران، مشيرا إلى أنه وفق إحصائيات وزارة الخارجية الأميركية يوجد سبعة آلاف مقاتل من حزب الله في سوريا، فيما أحصي مقتل ألف ومئتين منهم من خلال الجنازات فقط. كما لفت أديسنيك إلى ضرورة وقف بيع طائرات الشحن إلى إيران والتي يتم عبرها نقل المقاتلين إلى سوريا.

كما أشارت نائبة مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ميليسا دالتون إلى أن عدد المقاتلين الذين يوظفهم الحرس الثوري الإيراني في المنطقة يبلغ مليون وأربعمائة ألف، فيما اعتبر المدير التنفيذي للمنظمة السورية للطوارئ أن كبح جماح إيران في سوريا لا يزال أمرا مقدورا عليه أكثر منه في العراق، وأن الولايات المتحدة هي الوحيدة القادرة على القيام بذلك.