العدد 3425
الخميس 01 مارس 2018
banner
الغوطة ومسؤولية النظام العالمي (1)
الخميس 01 مارس 2018

مرة بعد أخرى، يخفق النظام العالمي ممثلاً في المنظمات الأممية في إيجاد حلول للأزمات والحرائق في المنطقة الأكثر سخونة في العالم الآن، وهي سوريا، حيث عجز مجلس الأمن الدولي لوقت طويل عن بناء موقف جاد وملزم للتعامل مع معاناة المدنيين في الغوطة الشرقية وتركهم تحت قصف جوي وصاروخي بشع للنظام من دون أية مقدرة على التصدي لهذه الوحشية.

القوى الدولية اكتفت من جانبها بتبادل الاتهامات بالمسؤولية عن المجازر التي يرتكبها نظام الأسد، فيما جدد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا والاتحاد الأوروبي، دعوتهما لوقف عاجل لإطلاق النار في الغوطة المحاصرة.

بدا مجلس الأمن في مواجهة المجازر عاجزاً ومشتتاً ومنقسماً على نفسه، واكتفى الجميع بالتعبير عن مواقفهم بمفردات ومصطلحات تتباين في شدتها وحدتها، ولكنها لم تخرج في مجملها عن المواقف الكلامية التي لا يمكن أن تخفف من وقع المأساة الإنسانية التي تشهدها هذه المنطقة، حتى أن الاتحاد الأوروبي عبر عن عجزه عن إيجاد كلمات لوصف ما يحدث في الغوطة الشرقية!

لاشك أن تكرار هذه المآسي والمجازر إنما يذكر بفشل النظام الدولي في امتلاك آليات فاعلة لتطبيق المبادئ والقوانين والالتزامات والمواثيق التي يقرها أعضاء الأمم المتحدة، فالجدل الدولي الذي رافق حالات عدة من التدخل العسكري الدولي لأغراض إنسانية حد من هذا التدخل الذي بات يخضع لأغراض مصالحية للقوى الدولية، فضلاً عن أن صمت الأمم المتحدة وعجزها عن التصدي للقوى الإقليمية والدولية التي تنتهك القوانين الدولية أفرز حالة من السيولة والفوضى في النظام الدولي، وشجع بعض الدول والأنظمة على ارتكاب مزيد من الانتهاكات!. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية