العدد 3426
الجمعة 02 مارس 2018
banner
الغوطة ومسؤولية النظام العالمي (2)
الجمعة 02 مارس 2018

لو أن الأمم المتحدة تصدت للنفوذ الإيراني التوسعي في مراحله الأولى على سبيل المثال لما انزلق الصراع في الملف السوري إلى هذه الحالة الحادة من التنافس والصراع بين القوى الإقليمية والدولية، ولو أن الأمم المتحدة تصدت للتدخل التركي في عفرين السورية لما انزلق المشهد السوري إلى مزيد من الفوضى والعنف والقتل.

التقارير الإعلامية تقول إن روسيا تعمدت تأجيل إصدار قرار مجلس الأمن الدولي بشأن وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية من أجل توفير فرصة إضافية لقوات الأسد وحلفائه للقضاء على تحصينات المعارضة قبل صدور قرار مجلس الأمن الدولي، بينما اكتفى الرئيس الأميركي بالقول إن ما يحدث في الغوطة الشرقية يمثل “عارا على الإنسانية”، وهكذا يجد العالم نفسه في مواجهة إشكاليات أخلاقية تنسف أي حديث عن القيم الإنسانية وغير ذلك.

المؤسف أن المشهد المعقد في سوريا يزداد تعقيداً وتأزماً وليست هناك شواهد أو بارقة أمل واحدة توحي بأن الغد القريب قد يحمل الأمل في تحقق السلام في هذا البلد العربي العريق، فإيران لا تنوي الخروج من سوريا، ويؤكد مسؤولوها ذلك علناً، والولايات المتحدة كذلك لا تعتزم الانسحاب من سوريا، وتركيا تتوغل كل يوم في الأراضي السورية، وروسيا باقية باعتبارها صاحبة الإنجاز الخاص بالقضاء على الإرهاب هناك، أما الرهان على المفاوضات بين النظام والمعارضة فيبدو نوعا من هدر الوقت في ظل تضارب المصالح وتحول فصائل المعارضة إلى وكلاء لأصحاب المصالح على الأرض في سوريا!

الغوطة الشرقية قد لا تكون الأخيرة في مشاهد الذبح والمجازر في سوريا، فالحصون الأخيرة للإرهاب، لن تنهار بسهولة، ولا أحد يفكر في مصير الميليشيات وهذا الكم الهائل من القوات والخبراء والمستشارين الذي يجعل من الأراضي السورية المكان الأخطر في سطح الأرض في المرحلة الراهنة، لدرجة أن بعض المراقبين يتوقعون نشوب الحرب العالمية الثالثة من باطن الصراع السوري!. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية