الحماس والإقبال منقطع النظير الذي تشهده انتخابات غرفة تجارة وصناعة البحرين يمثل بلا شك مفاجأة لكل المتابعين للحركة التجارية في البحرين وحدثا يستحق التوقف أمامه لقراءته بتمعن، لكن التساؤل هنا لماذا أصبحت انتخابات الغرفة موضوعا يستأثر باهتمامات الكثيرين سواء كانوا ينتمون للقطاع التجاري أو حتى ممن هم خارجه؟ قبل سنوات مضت كانت الانتخابات تتم بهدوء شديد بخلاف ما يجري هذه المرة، ويمكن التوقف أمام ظاهرة تتمثل في إقبال وجوه من الشباب من الجنسين على الدخول في مجلس الإدارة، طبعا لم تكن الأبواب أمامهم مقفلة ولم تكن تنقصهم الخبرة التجارية ولا الحماس لكن ربّما كان بعضهم متخوفا من خوض التجربة، ولا يمكن لأحد ممن التقى أحد هؤلاء الشباب ممن ينتمي لطبقة التجار إلاّ أن يبدي تقديره بل إعجابه الكبير بما يملكون من دراية وإلمام ورؤية شاملة للعمل التجاري والاقتصادي.

الذين يحق لهم الانتخاب من أعضاء الغرفة التجارية من أصحاب الشركات العاملة والمؤسسات “خمسة وثلاثون ألف ناخب” لاختيار ثمانية عشر مقعدا لمجلس الإدارة، ومن يرصد انتخابات الغرفة لابدّ أنه توقف أمام إحدى الكتل التي تخوض الانتخابات، وقد وضعت لها استراتيجية ترتكز على محاور أربعة هي كالتالي: الشمولية والمرونة والريادة والإبداع والابتكار، أما الهدف كما يبدو واضحا هو الارتقاء بأداء الغرفة لتصبح شريكا فاعلا في صنع القرار التجاري والاقتصادي، وتضم بين أعضائها وجوها نسائية تتطلع إلى وجود لها في مجلس الإدارة القادم، ونعتقد أنه آن الأوان لأن تشارك المرأة في مجالس الإدارة بعد أن أثبتت جدارتها وكفاءتها في العديد من المواقع وخصوصا في ميدان الاقتصاد.

من التحديات التي تواجه من يحالفهم الحظ في الفوز في الانتخابات القادمة في الغرفة التجارية في السنوات القادمة دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ذلك أنّ هذه المؤسسات بحاجة إلى الدعم المستمر ليس فقط الدعم المادي وحده لكن بالقرارات والتشريعات بعد أن بقيت خارج إطار الاهتمام والمساندة، كما أنّ على الإدارة القادمة للغرفة التركيز على فئة الشباب ممن قرروا خوض العمل التجاري بالمشروعات الصغيرة.