في ضربة جديدة وقوية لأوكار الإرهابيين واستمرارًا لجهود عظيمة في محاربة الإرهاب وحفظ أمن الوطن ومنع أي تدخل خارجي في شأنه، تمكنت الأجهزة الأمنية من إحباط عدد من الأعمال الإرهابية والقبض على 116 من العناصر التي تنتمي إلى تنظيم إرهابي، عمل الحرس الثوري الإيراني على تشكيله ضمن سياسة إيرانية ثابتة تقوم على تصدير مختلف أشكال الإرهاب إلى البحرين.

هذه السياسة الإرهابية الإيرانية ليست وليدة اللحظة أو أنها حديثة العهد، لكنها اتخذت شكلا علنيا ومباشرا منذ العام 1979 بعد أن عمد نظام الولي الفقيه إما إلى تكوين شبكات إرهابية في المنطقة أو دعم هذه الشبكات.

فمنذ 1981 عندما تم إحباط محاولة انقلاب مسلح في البحرين خططت له ما أطلق عليها “الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين” وإلى يومنا هذا، ونحن نكتشف كل يوم خلايا إرهابية لها أهداف واضحة وإن تباينت تكتيكاتها واختلفت آلياتها؛ لكنها بالنهاية تسعى لإضعاف المجتمع البحريني وتشطيره وزرع الفوضى وخلق مجتمع قلق يمكّن إيران من تحقيق أجندتها في السيطرة والهيمنة على البحرين في إطار مخططها الإقليمي الأوسع لبسط نفوذها والتحكم في مقدرات وقرارات دول المنطقة.

نحن إزاء مشروع إيراني خطير يستند إلى أسس دستورية وقانونية تسبغ عليه قدسية زائفة وتجعل منه واجبا على كل مؤسسات الدولة الإيرانية يحتم عليها أن تساهم في تحقيقه وإلا كانت خارجة عن الدين وعن الدستور وفقًا لمزاعم ودولة الولي الفقيه، وهو ما يرشح هذا المشروع الإرهابي الخطير للبقاء طالما ما بقي هذا النظام.

ما يؤسف له أن يتحول قلة من أبناء هذا البلد إلى شوكة وخنجر في خصر الوطن، وأداة لهذا المشروع الإيراني الخبيث، ينفذون أجندات أجنبية وينفذون عمليات إرهابية، وهم بكل تأكيد قلة مارقة خارجة عن كل القيم والعادات والقوانين التي تحكم هذا الوطن وجعلت منه طوال تاريخه نموذجا في الوحدة والتلاحم بين جميع مكوناته.

ورغم أننا أمام تاريخ أسود من التدخلات الإيرانية الإرهابية والتخريبية في البلاد، إلا أن الشعب البحريني الأبي كان وما يزال وسيظل قادرًا على دحر هذا الخطر والتصدي له بكل صلابة وشجاعة وردع كل من يحاول أو يفكر فقط في أن يسيء إليه أو ينال منه، وستبقى عيون أجهزتنا الأمنية واعية لكل المخططات وساهرة على بسط كل الحماية والسكينة والطمأنينة بكل ربوع وأنحاء البحرين ولجميع أبنائها، وقادرة على صد المؤامرات مهما طال أمدها أو اشتد خطرها.