العدد 3428
الأحد 04 مارس 2018
banner
360 درجة أيمن همام
أيمن همام
حجم المؤامرة الإيرانية
الأحد 04 مارس 2018

الضربة الناجحة التي وجهتها الأجهزة الأمنية البحرينية أمس إلى الحرس الثوري الإيراني وأذرعه الإرهابية المنتشرة في جسد الوطن العربي تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن النظام الإيراني عاكف على تصدير الإرهاب إلى العالم مستهدفا البحرين باعتبارها خطا أماميا في معركته الرجعية ضد العالم المتحضر.

القبض على 116 إرهابيا وضبط أسلحة ومواد متفجرة بالنوعية والكمية التي كشفت عنها الأجهزة الأمنية في بلد بمساحة البحرين يبلغ تعداد سكانه المليون ونصف المليون نسمة، يعادل مقارنة مع الولايات المتحدة الأميركية، القبض على جيش إرهابي يضم أكثر من 25 ألف عنصر مدججين بأسلحة دمار شامل.

لو تعرضت أي دولة في العالم لمؤامرة إرهابية بهذا الحجم لقامت القيامة، ولكان الكشف عنها هو حديث الساعة، فلا يخوض الإعلام العالمي في أي حديث غيره، ولوجدنا “مانشيتات” الصحف في المشرق والمغرب اجتمعت على عنوان واحد تصف فيه الحدث الجلل، ورأينا الشهر الماضي كيف غطت الصحافة العالمية خبر جندي بريطاني واحد وجهت له سلطات بلاده تهمة الإرهاب لقتاله مع الأكراد ضد داعش!

حتى نكون واقعيين علينا ألا ننتظر أن يشغل خبر العملية الأمنية الكبيرة التي أعلنت عنها البحرين أمس الحيز العادل من اهتمام الإعلام الغربي لسببين رئيسين؛ الأول لأن الغرب لا يبالي لما يحدث لنا في الأساس، والثاني لأن إعلامه مخترق بشكل كبير من قبل أعدائنا والمتربصين بأمننا واستقرارنا، بل ومن أصحاب النظرة القصيرة والسيولة الوفيرة.

البحرين لا تعتمد على مدى اقتناع الآخرين بقضيتها، كما لا تنتظر دعما إعلاميا من الغرب في مواجهة خصم عتيد يلقي بكل أوراقه وأذنابه وأسلحته لتهديد أمنها وزعزعة استقرارها، إذ أنها في كل معركة تخرج مظفرة؛ بفضل ما أنعم الله به عليها من قيادة لا تحيد عن هدفها، ورجال لا يهابون الموت في سبيل الدفاع عن وطنهم.

التضحيات التي يقدمها رجال الأمن في المملكة ونجاحاتهم في إحباط المؤامرات الإرهابية الواحدة تلو الأخرى تصيب الأعداء باليأس وتثبت لهم أن البحرين ستظل، بوعي قادتها ويقظة أجهزتها وتماسك أبنائها، عصية على كل من يحاول تهديد أمنها والعبث باستقرارها.

النجاح الذي تحرزه البحرين على الصعيد الأمني يجب أن يوازيه جهد إعلامي منظم ينقل المملكة من وضع الدفاع إلى الهجوم، ويوجه رسالة إلى العالم باللغات التي يعرفها وفي المنابر الأوسع انتشارا مفادها أن بلدا آمنا ومسالما يتعرض لإرهاب مدعوم من قوة إقليمية يعتنق نظامها أيديولوجية تصدير الفوضى والدمار إلى دول الجوار.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .