العدد 3429
الإثنين 05 مارس 2018
banner
القدس والسفارة... السماء لن تسقط فوق الرؤوس (2)
الإثنين 05 مارس 2018

منذ شهر واحد تقريباً، وفي منتصف يناير الماضي، نفى الرئيس ترامب رسمياً خطط نقل السفارة الأميركية للقدس خلال عام واحد، وقال ترامب، في حديث حصري لـ «رويترز»، رداً على سؤال حول ما إذا كان يخطط لنقل السفارة خلال عام: «في غضون عام واحد؟ إننا نتحدث عن سيناريوهات مختلفة، أقصد أنه من الواضح أن هذا الإجراء سيتطلب وقتا، ولا ننظر إلى هذه الطريقة هكذا». وكان هذا السؤال قد وجه إلى ترامب في اليوم ذاته الذي أعرب فيه نتنياهو، عن قناعته بأن يتم نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس خلال عام، حيث أكد نتنياهو أن السفارة ستنقل أسرع مما يتوقعه الكثيرون، خلال عام اعتباراً من اليوم، ولاحقاً أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أن عملية نقل السفارة الأميركية إلى القدس لن يتم إكمالها إلا بعد 3 سنوات على الأقل، مشيرا إلى أن هذا السيناريو يعتبر «الأكثر تفاؤلاً»!

ماذا حدث خلال شهر واحد تقريباً ليختلف السيناريو الأميركي من التفكير في خطوة تنفيذية تراوح بين عام وثلاثة أعوام إلى نحو ثلاثة أشهر! بالتأكيد هناك حسابات أميركية وراء التعجيل بنقل السفارة، وبالتأكيد لهذه الحسابات علاقة بنتائج جولة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس مؤخراً في المنطقة! وبالتأكيد لهذا القرار صلة وثيقة بوضعية نتنياهو الداخلية، وتصريحات المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، التي قالت مؤخراً إن العمل على صياغة اتفاق سلام جديد بين الإسرائيليين والفلسطينيين يوشك على النهاية، وقالت هايلي في محاضرة بجامعة شيكاغو منذ أيام قلائل «سنطرح ما يعرف بــ «صفقة القرن» قريباً»، ولكن الحراك يكشف عن قرب الموعد حيث عقد مبعوثا البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات اجتماعاً مع مندوبي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لدعوتهم إلى دعم مبادرة السلام المتوقع صدورها.

هايلي توقعت ألا تحظى خطة السلام الجديدة بحب أو كره طرفي النزاع، لكنها ستشكل أرضية لإطلاق المفاوضات بحسب تعبيرها، ورغم أن هايلي تكتمت على فحوى الخطة فإن تصريحاتها تكشف الكثير في هذا الاتجاه حيث قالت إن الزعماء السابقين للولايات المتحدة عجزوا عن تجاوز مخاوفهم من أن «السماء ستسقط» في حال إقدامهم على خطوة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقالت تحديداً «السماء لا تزال في مكانها وبلغنا الفترة التي يمكن فيها انطلاق المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين» بحسب ما نقلته عنها صحيفة «تايمز أو إسرائيل»!

المغزى أن إدارة الرئيس ترامب اكتشفت في ما يبدو أن «السماء لا تزال في مكانها» فقررت التعجيل بتنفيذ قرار نقل السفارة وكذلك طرح خطة «صفقة القرن» على الجميع قريباً، غير آبهة بالغضب العربي والفلسطيني، فالسماء لن تسقط فوق الرؤوس كما كانوا يتوقعون بحسب ما قالت هايلي!. «إيلاف».

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .