أطلعت وزارة الداخلية وفدا من المكتب التنفيذي لحزب المحافظين والإصلاحيين بالبرلمان الأوروبي على نماذج من الأسلحة والمتفجرات التي استخدمتها الجماعات الإرهابية لاستهداف حياة رجال الشرطة، وذلك خلال استقبال رئيس الأمن العام أعضاء الوفد وإطلاعهم على الجهود التي تقوم بها وزارة الداخلية، وهذه مبادرة وخطوة تسجل لوزارة الداخلية التي تواصل مساعيها على كل الأصعدة ولكن يفترض أن تصل العمليات الناجحة التي تقوم بها وزارة الداخلية في إحباط العمليات الإرهابية إلى قطاعات أوسع وأضخم، بل تعميمها على العالم بالدرجة الأولى، وعدم الاكتفاء بالحلقة المحدودة المتمثلة في صحافتنا المحلية والخليجية وكذلك الفضائيات، وإلا سنكون محصورين في نطاق أو دائرة مغلقة لا تتناسب مع حجم التآمر الإيراني ومشاريعهم الإرهابية.

تحركاتنا الإعلامية مع العالم للأسف مازالت تحتاج إلى نشاط وتوحيد الجهود والتنسيق بأية صيغة مناسبة لإطلاع الجميع على حجم الخلايا والعمليات الإرهابية التي تستهدف البحرين بين حين وآخر، عملية إرهابية تحدث في أميركا أو أي بلد أوروبي نرى طاقاتهم الخارقة وقدراتهم التامة على الوصول ونشر الخبر على كل بقعة في الكون، وتشتغل كل الوسائل المسموعة والمرئية والمقروءة بدور كبير في إبراز ونقل الصورة والحدث بكامل تفاصيله، فمثلا حادثة المعتوه الذي أطلق النار من نافذة فندق على رواد مهرجان موسيقي بمدينة لاس فيغاس الأميركية وقتل 59 شخصا وأصاب المئات، تحولت إلى قصة على رف كل قنوات العالم ووصلت إلى بيوتنا وكل الشوارع والميادين، وبالمقابل نحن نتساءل... هل عرف  وشاهد سكان لاس فيغاس على الأقل ما بثه تلفزيون البحرين عن التنظيمات الإرهابية المرتبطة بإيران وميليشياتها ومخازن الأسلحة التي تكفي لدمار مدن بأكملها؟

إن العمليات الناجحة التي تقوم بها وزارة الداخلية في إحباط العمليات الإرهابية يجب أن تحظى باهتمام كبير من قبل الإعلام الخارجي باعتباره الجهة والوسيلة التي تتواصل مع الشعوب الأخرى ولديها الإمكانيات ورسم الخطوط العريضة والتفصيلية، وستظل على الدوام الحاجة ماسة إلى بعثاتنا الدبلوماسية وسفاراتنا التي يجب أن تساهم بالتقارير والأخبار الجاهزة والمعدة لمثل هذه القضايا ونشرها على الملأ، أما العمل بهذه الطريقة وبالمفردات العتيقة دون انتقال وتغيير سيكون بمثابة الهرولة في نفس المكان.