العدد 3433
الجمعة 09 مارس 2018
banner
“جهة الشعر” ومعادلتنا المعكوسة (1)
الجمعة 09 مارس 2018

في صيف العام 1983، كان الصديق إبراهيم بشمي يتحدث في ندوة عن الصحافة ضمن الموسم الثقافي الصيفي لجمعية أوال النسائية، وقبل أن يأتي دوره للكلام، قام بعمل استبيان سريع للجمهور عبر قصاصات صغيرة تم توزيعها على الحاضرين تضم سؤالاً وحيداً عن المجلة الثقافية المفضلة لديه، عندما تم جمع القصاصات من الجمهور، قرأ بشمي الإجابات قبل أن يعلن: “لقد قرأت كل القصاصات فلم أجد فيها أي ذكر لمطبوعتين أدبيتين تصدران من البحرين وتعدان من المطبوعات الأدبية المتميزة في الوطن العربي وهما مجلة كتابات ومجلة كلمات”.

في اليوم التالي، كنت أتحدث مع إبراهيم في مكتبه عندما قال لي إن كل الإجابات التي جاءت في ذلك الاستبيان السريع ذكرت أسماء مجلات أدبية تصدر في مصر أو لبنان أو في المهجر، لكن الأمر انطوى على مفارقة عندما ذكر البعض أسماء دوريات ومجلات توقفت عن الصدور بل إن بعضهم أشار إلى مجلة كان قد تم الإعلان عن التحضير لصدورها قريبا لكنها لم تصدر حتى ذلك الحين. أخذنا نتساءل: “كيف يعرف الجمهور أو المثقفون عن مجلات ودوريات أدبية تصدر خارج البحرين ويجهل مجلات مماثلة تصدر في بلده؟”، إن أرجعنا الأمر لتأثير الإعلام، فهذا مؤكد، لكن ماذا عن تقييم المحتوى؟ هل يلعب هذا دورا في المفاضلة بين هذه وتلك أو يمثل دافعاً لمثقف أو قارئ في بلد لأن يشير إلى مجلات تصدر خارج بلده ويتناسى أخرى تصدر في بلده؟

أصدر الشاعر علي عبدالله خليفة مجلة “كتابات” اعتباراً من العام 1976 واستمرت في الصدور حتى العام 1983 وهو العام نفسه الذي بدأت فيه مجلة “كلمات” في الصدور عن أسرة الأدباء والكتاب، وبمبادرات شخصية منه، قام خليفة بنشر المجلة وإرسالها إلى بلدان عربية أخرى عبر التواصل مع أدباء ومثقفين في تلك البلدان، وفي العام 1979، كان أحد المثقفين السودانيين الذين التقيتهم في القاهرة، يسألني عن “كتابات” وأبلغني أنه قرأ للعديد من الشعراء والأدباء البحرينيين والفضل يعود حسبما قال للمجلة، كانت تلك المجلة تصدر بجهد اثنين، علي عبدالله خليفة وعبدالقادر عقيل الذي كان بمثابة مدير تحرير للمجلة.

أما مجلة “كلمات” فقد بدأت الصدور اعتبارا من العام 1983 بشكل دوري لا بصفتها مطبوعة عامة تباع في الأسواق بل باعتبارها نشرة داخلية، أي يمنع بيعها للأفراد أو في الأسواق، كان وراء إصدار هذه الدورية اثنان هما قاسم حداد ومن جديد عبدالقادر عقيل، كنت غالباً ما أزور قاسم في مقر الأسرة الذي كان وقتذاك في منطقة “أم الحصم” لأجده غارقاً وسط الأوراق وهو منهمك في إخراج المجلة على الحاسوب.

وحتى ذلك الحين، كانت مجلة “الكرمل” التي تصدر عن اتحاد أدباء فلسطين ويرأس تحريرها الشاعر الراحل محمود درويش في أوج تألقها إضافة إلى تلك المجلات والدوريات التي كانت تصدر في غالب الدول العربية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية