+A
A-

مدنيو الغوطة.. بين قناصة المعارضة والقصف السوري

قال مسؤول في الأمم المتحدة إن المدنيين في الغوطة الشرقية باتوا محاصرين بين قناصة المعارضة المسلحة الذين يمنعونهم من الخروج، والقصف السوري والروسي الذي يعيق تحركهم إلى خارج المناطق المحاصرة.

وقال سجاد مالك، الذي يرأس عمليات الأمم المتحدة للاجئين من العاصمة دمشق، لمراسلة صحيفة نيويورك تايمز في بيروت، إن الجانبين لديهما مسؤولية عن الوضع المروع للمدنيين في الغوطة الشرقية.

وذكر أن قناصة الفصائل المعارضة يمنعون المدنيين من مغادرة المنطقة المحاصرة في الغوطة الشرقية من خلال ممر فتحته الحكومة الأسبوع الماضي لتسهيل عمليات الإجلاء.

وأضاف مالك، الذي زار دوما بالغوطة الشرقية قبل أيام ضمن قوافل الإغاثة، إن الكثير من المدنيين يرفضون أيضا الخروج خشية على سلامتهم في الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة السورية، ويشعرون بالقلق من احتمال عدم السماح لهم بالعودة.

واتهمت الأمم المتحدة قوات الحكومة السورية بعدم السماح للمدنيين بالخروج من ممر فتحه فصيل معارض الخميس الماضي لخروج المدنيين، إذ قصفت المكان مما أدى إلى مقتل عائلة من 5 أفراد.

رائحة الجثث

وبينما عرضت الحكومة السورية في السابق نقل المدنيين من مناطق تسيطر عليها المعارضة المحاصرة إلى مناطق أخرى، فإنها لم تفعل ذلك في الغوطة الشرقية، حيث قتلت الهجمات الحكومية أكثر من 1000 شخص معظمهم من المدنيين، منذ 18 فبراير الماضي.

وظل مالك مصدوما لأيام بعد زيارته دوما في ضواحي دمشق، واصفا الأوضاع هناك بأنها "تعيسة وكارثة"، مضيفا أن رائحة الجثث المطمورة تحت أنقاض المنازل المدمرة تنتشر في الشوارع.

وقال مالك عن المدنيين إنهم "يريدون الخروج، لكن القصف لا يتوقف"، مضيفا: "لقد وصلنا إلى طريق مسدود"، متسائلا: "هل هناك وضع أسوأ من الذي وصلت إليه الأمور الآن؟".

مخاوف الانتقام

وأوضح مالك أن النساء والأطفال الذين يحتمون لساعات طويلة في ملاجئ تحت الأرض عبروا عن مخاوفهم من نهب منازلهم من القوات الحكومية في حال تركوا بيوتهم.

في حين عبر آخرون عن مخاوفهم من الاعتقال أو الانتقام من قبل القوات الحكومة، خصوصا أنهم لم يتلقوا أي ضمانات بالسلامة على أرواحهم.

وقال مالك عن هناك أكثر من 2000 شخص في حاجة إلى إجلاء طبي فوري من الغوطة الشرقية، وهو رقم ارتفع بشكل كبير خلال الهجوم الأخير.