العدد 3435
الأحد 11 مارس 2018
banner
نقطة أول السطر أحمد جمعة
أحمد جمعة
سفينة الوطن أين ترسو؟
الأحد 11 مارس 2018

راحة المواطن راحة الوطن، واستقرار المواطن استقرار الوطن، فالأوطان كلمة مستقاة من كلمة مواطن، أو العكس، مواطن مشتق من وطن، وهذا ما يغيب عن الكثير من المواطنين والمسؤولين الذين لا يدركون جوهر العلاقة بين الوطن والمواطن، لذا ترى التناقض بين الاثنين، إلا أولئك الذين أنعمت عليهم الحياة بالوعي والعقل، ويسمون عقلاء، هؤلاء يدركون أن الوطن بيت المواطن وأن المسؤول هو حارس لهذا البيت أي الوطن، وكثيراً بل دائماً ما وجه سمو الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله بضرورة توجيه الدعم للمواطن ودور المواطن في حماية الوطن، وسموه أسبوعياً في مجلسه العامر لا تمر فرصة إلا علق أو وجه في هذا الاتجاه، إذ مازالت عبارة سموه التي تقول إن المواطن إذا لم يرضَ عن الخدمات التي تقدم فذلك معناه أن هناك خللا، كما أذكر قوله دائماً المواطن درع الوطن، هذه العلاقة إذا لابد أن تتجسد في صورة بناء وتنمية وتعمير وتحفيز على العمل بأقصى طاقة لتعويض السنوات المنصرمة التي عانينا خلالها من الإرهاب والفوضى التي عطلت عجلة البناء والتعمير، وهنا يبرز دور المواطن والوطن، فبقدر ما للوطن دور كبيت للمواطن، فالمواطن بدوره يصبح حارسا للوطن في المحن والشدائد.

ليست هذه محاضرة مثالية ولا مجرد انطباعات فوقية أسردها كما يسرد بعض الخطباء، لكنها ديباجة في شأن العلاقة التي يبدو أن كثيرين لا يملكون رؤية واضحة لها، فبعض المسؤولين عندما يتولون مناصبهم الكبيرة يعتقدون أنها مزرعتهم الخاصة، يتباهون بالمنصب ويترفعون على المواطن بل يضعون المتاريس أمام مكاتبهم خشية اقتحام الغوغاء عليهم كما يتصورون المواطن، لا ننكر أن مثل هؤلاء المسؤولين موجودون للأسف ويعرفهم المواطن.

من الجانب الآخر نرى بعض المواطنين لقلة الوعي، أو لقصد ما تعرفونه، ينكرون كل ما تقوم به الدولة والحكومة من إنجازات، بل لا يلتفتون للمكاسب الكثيرة التي تحققت ويكتفون بسرد بعض القصص التي بعضها واقعية ومن الطبيعي أن تحدث في أي مجتمع وبعضها من نسج الخيال لمجرد تشويه صورة الدولة، وهذه الفئة الأخيرة موجودة بين ظهورنا، وأغلبهم من نفايات الجمعيات المنحلة ومخلفات العقلية التخريبية البائدة التي ترى في كل إنجاز ومكسب ضربة لها لأنه يسحب البساط من تحت قدميها، لا نتحدث عن هؤلاء فقد أصبحوا من الماضي ولنبدأ طريقاً جديداً ومستقبلاً مشرقا رغم الصعاب المالية والتحديات العالمية، لكن الوقت - لو تكاتفنا - كفيل باجتيازنا التحديات، فأسعار النفط أخذت تنتظم بل هناك من تفاءل بعودة عجلة التنمية بحيوية كمحافظ البنك المركزي الأخ رشيد المعراج.

المقصود من هذا الكلام ضرورة الانسجام بين تطلعات المواطن كحق له نحو مجتمع يشعر خلاله بالاستقرار والعيش بسلام ورخاء وبين استقرار الوطن كشرط لتحقيق هذا الرخاء فالعلاقة جدلية بين الضفتين.

تنويرة:

من احتكر الدين لنفسه كفر به.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .