+A
A-

المدربة العسم: 65 % من حوادث التحرش سببها الأقارب

التحرش الجنسي للأطفال من المواضيع المجتمعية التي لا تلقى الاهتمام الكافي من قِبلِ الأهالي، لأسباب مختلفة تبدأ بعدم الوعي، وتنتهي بثقافة "العيب" المنتشرة في المجتمع.

المدربة زينب العسم خاضت غمار التعمق في المسألة وتوعية المجتمع قبل أن يحدث ما لا يُحمد عقباه، ذلك لأن الوقاية خير من العلاج، فشملت بدوراتها الأطفال وأولياء الأمور.

 

ما الذي دفعك لتبني موضوع التحرش بالأطفال وتقديم دورات متعددة عنه؟

هناك دوافع كثيرة جعلتني اطور من ثقافتي لهذا الموضوع بدخول الورش التدريبية المعتمدة واساهم في تثقيف مجتمعي بورش تدريبية تطوعية. من هذه الدوافع، الإحصاءات التي تذكر أن أكثر حوادث التحرش للأطفال تحدث من قِبلِ الأقارب بنسبة 65 % وتقع على الذكور بنسبة 56 %، وعلى الإناث بنسبة 44 %، وأن أكبر فئة مستهدفة من حيث السن تكون غالبا بين 11-16 سنة. كما أن أهمية تبصير الأطفال من جميع الفئات وأولياء الأمور بكيفية حماية اطفالهم اعطاني الدافع الكبير.

 

التحرش الجنسي للأطفال.. عنوان يخشى أولياء الأمور التناقش فيه مع أطفالهم تحت ذريعة أن لا يكون الموضوع محل تفكيرهم. هل ترين هذا تصرفاً صائباً؟

طبعا الخطأ الفادح هو اعتقاد البالغين أنه من المستحيل أن يتعرض ابناءهم لأي اساءة جنسية. يجب أن يكونوا على مستوى عال من الوعي لاكتشاف المؤشرات التي تنذرهم بشكل مبكر قبل أن تصل الى مستويات وخيمة بحيث يؤذي الطفل جسديا، نفسيا وسلوكيا.

 

كيف وجدت تفاعل الأهالي مع موضوع الدورات؟

في بداية الأمر لاحظت استنكاراً لمثل هذه المواضيع، لكن مع استمراري بطرح الورش التدريبية لقيت بعض الاهتمام والطلب عليها وشملت الفئة الأولى البالغين من الامهات والآباء والمختصين بتربية وتعليم الأطفال والفئة الثانية من الأطفال والتي تنقسم الى الفئة العمرية من سن 4-8 سنوات والفئة الثانية من سن 9-14 سنة.

 

هل لمست من الأطفال وعياً تجاه الموضوع أم كان جديداً عليهم كلياً؟

بعضهم تكون لديهم خلفية بسيطة عن الموضوع، لكن عموما الطفل يحتاج الى ترسيخ هذه المعلومات وتطبيقها بالتكرار المستمر. فالأطفال يتميزون بالذكاء الفطري ويتقبلون المعلومات خصوصا أن الورش التدريبية التي أقدمها تشمل التعليم بطريقة اللعب والتنافس كما تشمل على الافلام والأناشيد التوعوية سهلة الحفظ.

 

حدثينا عن كيفية تعامل أولياء الأمور مع صدمة اكتشاف تعرض ابنهم أو ابنتهم للتحرش؟

التعامل مع صدمة اكتشاف التحرش بالطفل من الامور التي يجب زيادة الوعي بها، حيث انه يلعب جانبا مهما في العلاج وحماية الطفل من الانتكاس وزيادة الاضرار النفسية والسلوكية والجسدية. فيجب جعل الطفل يتكلم بطريقته ويستخدم ألفاظه الخاصة للتعبير عما حدث كما يجب استخدام نفس طريقة كلامه للحديث معه وعدم إشعار الطفل بأنك تستجوبه. بالإضافة الى محاولة جمع المعلومات البسيطة لمعرفة التفاصيل كاملة وذلك لعدم قدرة جميع الاطفال على سرد القصة كاملة في وقت واحد، وعدم إظهار الخوف والهلع مما حدث وذلك لعدم إخافة الطفل فلا يستطيع ان يسترسل بالكلام وإشعار الطفل أن كل ما يشعر به تقدره الأسرة وأن ما يتعرض له ليس عيباً. يجب الاستماع للطفل والإنصات له حتى لو تحدث عن شيء فظيع جداً وإشعاره بالأمان والحماية لأنها من حقوقه. كما يجب ترك المجال للطفل للتحدث في أي شيء يشعر به أو يطرأ على فكره ولا نرفض أبداً الاستماع له والتهدئة من روعه وإظهار الحب له وانك لا تلومه على أي شيء. ويجب الايضاح للطفل عما ستقوم به من إجراءات وطلب المساعدة من الهيئات المختصة ولا تعد الطفل بأنك لن تخبر أحداً بما حدث.

 

ما العلامات التي قد تظهر على الطفل الضحية؟

من المهم التنبيه أنه قد لا تكون هذه الأعراض بالضرورة ناتجة من اعتداء جنسي ولكن وجود عامل أو أكثر ينم إما عن اعتداء جنسي أو عن مشكلة بحاجة الى انتباه ومعالجة، وتختلف الأعراض بحسب الفئة العمرية، تقسمها الدراسات الى 3 فئات أساسية، أولا الفئة العمرية ما قبل الثلاث سنوات حيث ننبه الآباء والأمهات للبكاء والخوف الشديد من دون سبب والتقيؤ أو عدم التحكم في الإخراج من غير سبب مرضي واضح والمشكلات في النوم والتأخر في النمو الجسمي.

أما الدلائل السلوكية للفئة العمرية من سن 3-4 سنوات تشمل الخوف من بعض الأشخاص دون سبب واضح وقد يتأخر الطفل عن مراحل نموه الطبيعي كما يفشل في تكوين أي صداقات جديدة ويتجنب الأشخاص الكبار والصغار وتمتد المشاكل الى سوء التغذية والشهية.

 اما الفئة العمرية من سن 9 الى ما بعد البلوغ تشمل مرض الاكتئاب والأحلام المزعجة بالإضافة الى التأخر الدراسي بشكل واضح، كما أن الطفل قد يتصرف بعنف مع من حوله وقد يترك المنزل.