+A
A-

براءة سيدة من سبّ جارها وابنتها تؤكد بأنه هو المعتدي

قالت المحامية ابتسام الصبّاغ إن المحكمة الصغرى الجنائية الثالثة برأت سيدةً مما نسب إليها من اتهام بسبّ أحد جيرانها، خلال مشادة كلامية حدثت فيما بينهما بعدما ادعى جارها أن ابنها رمى حجرًا على سيارته، والتي تدخلت من أجل حمايته من قبل الجار المبلِّغ، بالرغم من أن ابنتها أكدت بأقوالها أن الأخير هو من سبّها.

وقررت المحكمة في حيثيات حكمها أن الاتهام المسند للمتهمة المُعارِضَة، لا يقوم على أدلة تؤدي إلى اقتناعها واطمئنانها إلى صحة التهمة المسندة إليها، فضلاً اعتصامها بالإنكار بجميع مراحل الدعوى.

ولفتت إلى أن المقرر أن الأحكام الجنائية تبنى على الجزم واليقين لا على الظن والتخمين، ولا يجوز للقاضي أن يؤسس حكمه بالإدانة على ترجيح ثبوت التهمة، وإلا كان حكمًا معيبًا، فيكفي في المحاكمة الجنائية أن يتشكك القاضي في إسناد التهمة إلى المتهم أو لعدم كفاية أدلة الثبوت كي يقضي بالبراءة، مما يتعين القضاء بقبول الاعتراض شكلاً وبسقوط الأمر الجنائي واعتباره كأن لم يكن، والحكم ببراءة المتهمة ما أسند إليها.

وأوضحت المحامية أن ذات المحكمة كانت قد أصدرت في وقت سابق أمرًا جنائيًا بتغريم موكلتها مبلغًا ماليًا مقداره 30 دينارًا عن ذات التهمة، إلا أنها عارضت هذا الأمر وانتهت المحكمة إلى القضاء ببراءتها مما أسند إليها من اتهام.

وأضافت الصبّاغ أن الواقعة تتمثل فيما أبلغ به المجني عليه، والذي ذكر أن ابن المتهمة كان قد ألقى بعدد من الحجارة على سيارته، مما دفعه للإمساك به، إلا أن والدة الصبي تدخلت لتخليص ابنها من يد المجني عليه، وقد حدث ذلك كله بدون تعديها على المجني عليه بأي ألفاظ غير مقبولة.

ودفعت أمام المحكمة بأن أوراق الدعوى خلت من أية تحريات تؤكد على صحة وثبوت الواقعة في حق موكلتها، ومن ثم فلا يجوز تأثيم المتهمة استنادًا إلى أقوال المجني عليه فقط، خاصةً وأنها تضاربت مع أقوال زوجة المجني عليه شاهدة الإثبات الوحيدة للواقعة، إضافة إلا أن ابنة المتهمة أكدت أثناء سؤالها حول الواقعة على أن المجني عليه هو من تعدى بالسبِّ والقذف على والدتها، فضلاً عن أنه قد بصق عليها حال محاولتها تخليص شقيقها منه، إضافةً إلى أن المجني عليه أُدين في وقت سابق بتغريمه مبلغ 30 دينارًا هو الآخر بسبب تعرّضه لموكلتها بالسبّ والقذف، مما يؤكد كيدية الاتهام الموجه إليها من قبل المجني عليه.

وبيّنت أن أحد الجيران أيضًا أبصر المجني عليه وهو يُمسك بأبناء موكلتها، فأدخلهم إلى منزله، وعندما سأل المجني عليه عن سبب ذلك صرخ في وجهه، فأمر خادمته على الفور لتبلغ موكلتها أم الولدين، والتي بمجرد حضورها واستفسارها عن السبب صرخ جارهم في وجهها ورماها بألفاظ غير لائقة، وحضر بعد ذلك زوج المتهمة واصطحبها معه.