العدد 3442
الأحد 18 مارس 2018
banner
نقطة أول السطر أحمد جمعة
أحمد جمعة
كنا الأول... ويمكن أن نكون ثانية
الأحد 18 مارس 2018

في سبعينات القرن العشرين أصبحت البحرين وجهة عالمية ومركزا ماليا دوليا ووجهة سياحية وطفرة مالية يواكبها ازدهار ثقافي وسياحي ونهج إعلامي تحسدنا عليه الدول، حيث كان أول تلفزيون ملون بالبحرين، وأول بث “24 ساعة” دون انقطاع من البحرين، وكان السباق على افتتاح خطوط الطيران الدولية والبنوك التجارية وبنوك الأفشور بمستوى لم يكن بدولة من الدول في الشرق الأوسط، كانت كل العيون والآذان متوجهة للبحرين تشاهد وتسمع أخبار هذا الازدهار وتتساءل عن سر هذه الجزيرة الصغيرة التي أطلق عليها حينذاك جزيرة الابتسامة المشرقة، وفعلاً لا تسير في الطريق ولا تجلس بمقهى أو ترتاد مجلسا أو فندقا إلا وتصادفك الابتسامة على وجه الجميع كبارا وصغارا نساء ورجالا وأطفالا، ورغم بساطة الحياة وخلوها من مظاهر التواصل الاجتماعي، إلا أن التواصل والاتصال بين الجميع كان قائماً دون انقطاع، باختصار شديد كانت دولة البحرين حينها وجهة الجميع.

طبعاً لم يعجب هذا الازدهار الأعداء والمتربصين بالبحرين في الداخل والخارج، فبدأت مع إطلالة الثمانينات محاولات التخريب ونسجت الانقلابات الفاشلة ثم لحقتها حقبة التسعينات بانتشار العنف والتخريب الذي بلغ حدا دموياً أزهق حياة العديد من العمالة المقيمة، حيث أحرقوا أحياء، لا ذنب لهم سوى العمل في البحرين، كانت إيران بالطبع وراء كل هذه المحاولات ومعها بعض المنظمات الدولية المشبوهة وبالطبع الطابور الخامس في الداخل، فجرى ما جرى من عنف لكنه لم يوقف الازدهار ولم يعرقل النهضة التنموية التي رافقت كل تلك المحاولات الدنيئة ولم تؤثر فيها، حتى بلغنا العام 2000 وما فوق، إذ شهدت هذه الفترة بداية التغيير، وصاحبت المشروع الوطني محاولات مستورة منذ البداية لم تكشف عن وجهها بشكل مفضوح ولم تتعر إلا بالعام 2011 حين لم تحتمل القوى المتربصة بالبحرين الانتظار أكثر فاستغلت ما سُمي حينها زوراً بالربيع العربي وما هو إلا ربيع الدم والخراب، فعلمت على إسقاط الدولة، وكان ذلك ذروة المؤامرة التي طبخت منذ نهاية الثمانينات وهدفت لعرقلة التنمية وإلغاء الدولة وللأسف انخرط في هذا المشروع الدنيء من هم محسوبون على الوطن.
استعرضت في هذه السطور السريعة القصة حتى أصل اليوم إلا أن البحرين استعادت عافيتها وبإمكانها العودة ثانية للواجهة التي كانت عليها، بل إن الذي أسهم في خلق تلك المكانة للبحرين منذ ذلك الحين هو ذاته الذي يمسك اليوم بزمام الأمور ويقود التنمية بالبلاد وهو الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء حفظه الله الذي مازال على العهد باقيا، كل ما يحتاجه اليوم الفريق الكفء والنيات الطيبة مع العقول الذكية والمخلصة وهي متوفرة بالطبع في البحرين، إذا بإمكاننا العودة ثانية للواجهة بوجود هذه القاعدة من الخبرة والكفاءة.

 تنويرة:

لو كانت الشمس لبعض الناس لوجدت الكون مظلما.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .