العدد 3444
الثلاثاء 20 مارس 2018
banner
مرشد إيران فاقد للصلاحية (1)
الثلاثاء 20 مارس 2018

بين عام 2009 وعام 2018، مرت إيران بالكثير من الأحداث والتطورات المختلفة التي تداعت عنها متغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية غير عادية ودفعت هذا البلد نحو مفترق حساس يمكن القول إن أغلب طرقه مسدودة.

عام 2009، شهد انتفاضة كبيرة بوجه نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعلى الرغم من أن سبب الانتفاضة كان جراء عمليات التزوير التي جرت في الانتخابات الرئاسية حينها، لكنها سرعان ما اتخذت بعدا سياسيا واضحا عندما ردد المحتجون المنتفضون شعارات تنادي بالموت لخامنئي ونظام ولاية الفقيه، وقاموا بإحراق وتمزيق صوره إلى جانب ترديد شعارات معارضة للتدخلات في بلدان المنطقة، ولئن تمكنت الأجهزة الأمنية لأسباب متباينة أبرزها الموقف غير المسؤول للمجتمع الدولي عموما والأميركي خصوصا تجاهها، لكن وعلى الرغم من ذلك فإنها “أي هذه الانتفاضة”، أثرت على هيبة ومكانة الولي الفقيه وحطمت حاجز وهالة الرهبة التي كانت تحيط به، إلى حد طرح أوساط إيرانية موضوع تغييره، بما يوحي أن المرشد الأعلى للنظام انتهت صلاحيته!

في أواخر عام 2017 وفي بدايات عام 2018، شهدت إيران انتفاضة عارمة أخرى اندلعت في مدينة مشهد المقدسة وانتقلت إلى 142 مدينة أخرى، ومع أن السبب الرئيسي لهذه الانتفاضة اقتصادي، لكن سرعان ما انقلبت هي الأخرى رأسا على عقب ولبست حلة سياسية عندما بدأ المحتجون في سائر أنحاء إيران يهتفون بشعار “الموت للديكتاتور” أي خامنئي، إلى جانب شعار “الموت لروحاني” وشعارات أخرى مناوئة للتدخلات في المنطقة وأخرى رافضة للبعد الديني للنظام، وعلى الرغم من أن السلطات الإيرانية قامت باعتقال آلاف المحتجين من سائر أرجاء إيران، وقضى قرابة 16 من المعتقلين نحبهم تحت التعذيب بحسب ما أفادت أوساط حقوقية مع ملاحظة أن السلطات الإيرانية زعمت أن البعض انتحروا، وهو زعم رفضته أوساط سياسية إيرانية وأكدت استحالة قيام أي سجين في إيران بالانتحار، فإن مظاهر الاحتجاجات بقيت سائدة في سائر أرجاء إيران باعتراف مسؤولين إيرانيين.

إيران بين هاتين الانتفاضتين، عاشت وتعيش أحداثا وتطورات استثنائية بالمعنى الواقعي للكلمة، لأن الانتفاضتين فضحتا النظام وكشفتاه على حقيقة أمره بل لعبتا دورا بارزا ومؤثرا في نزع الغشاوة التي كانت على أعين الشارعين العربي والإسلامي، حيث بدأت مظاهر الرفض والشجب والإدانة لأعمال وممارسات هذا النظام في هذين الشارعين إلى جانب أن الحضور العربي والإسلامي في تجمعات ومؤتمرات المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بدأت تزداد بشكل ملفت للنظر. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية