+A
A-

ختام مؤتمر الوراثة وما بعدها في جامعة الخليج العربي

أوصى المؤتمر الأول للرابطة العربية للبحوث الوراثية في العالم العربي الذي نظمه مركز الأميرة الجوهرة الابراهيم بجامعة الخليج العربي في الفترة من 17- 18 مارس 2018 في المنامة تحت عنوان  « الوراثة البشرية.. ما فوق الوراثة.. والجينوم الشخصي» بمواصلة وتدوير المؤتمرات العلمية المنظمة من قبل الرابطة العربية للأبحاث الوراثية.

وقال رئيس المؤتمر، ورئيس مركز الاميرة الجوهرة الابراهيم الأستاذ الدكتور معز بخيت إنه من المرجح عقد المؤتمر الثاني للرابطة العربية للأبحاث الوراثية، في الإمارات العربية المتحدة العام المقبل بناء على توصية المجتمعين الذين شجعوا تدوير المؤتمر سنوياً في عاصمة من عواصم الدول العربية. مضيفاً ان المؤتمر ناقش أهم وأحدث المواضيع المتعلقة بعلم الوراثة وما بعد الوراثة، والجينوم الشخصي على يد مجموعة مميزة من العلماء والباحثين في العالم. وبين ان الأوراق البحثية التي طرحت في المؤتمر ناقشت أنماط الوراثة بين العرب، والمؤشرات الجينية وأهميتها في تشخيص وعلاج الأمراض ذات الخلفية الوراثية، وسط مشاركة ما يربو إلى 150 أكاديمياً وطبيباً وباحثا.

إلى ذلك، قالت الرئيس الشريك للمؤتمر أخصائية الوراثة الجزيئية الدكتورة غادة الخفاجي إن هذا المؤتمر تميز بتبني اللجنة المنظمة لموضوع حيوي وحديث لم يسبق التطرق إليه في العالم العربي وهو علم ما فوق الوراثة الذي يتناول النمط الغذائي والبيئي وتفاعلهما مع الجينات وارتباط ذلك في حدوث مختلف الأمراض.  إلى جانب تناول آخر التطورات العلمية المتعلقة بالطب الشخصي، وهو الطب الذي يعتمد على خصائص التركيبة الجينية لكل إنسان في تشخيص وعلاج الأمراض، مما أعطى للمؤتمر قيمة مضافة ميزته عن سابقاته من المؤتمرات العلمية التي تناولت علم الوراثة.

من جانبه، أشاد رئيس مجالس البحث العلمي العربي الأستاذ الدكتور مبارك المجذوب بالمستوى الذي ظهر عليه المؤتمر الأول للرابطة العربية للبحوث الوراثية حيث جمع المؤتمر أسماء لامعة من العلماء المختصين في هذا المجال، طارحاً أحدث وأهم القضايا التي تشكل الرؤى الاستراتيجية والمستقبلية للعلوم الطبية. معتبراً أن الخطوة التي أسس لها مركز الأميرة الجوهرة الابراهيم بجامعة الخليج العربي أسست لتجمع علمي سنوي سيشكل بإذن الله إضافة مهمة للعلوم الوراثية.

على صعيد متصل، شهدت أعمال مؤتمر «الوراثة البشرية.. ما فوق الوراثة.. والجينوم الشخصي» عرض العديد من الأوراق البحثية القيمة إذ قدم الأستاذ المساعد للجينات في قسم الأطفال بجامعة الخليج العربي الدكتور فؤاد عبدالله، ورقة حول  الطفرات الجينية الشائعة والحديثة المكتشفة في الأمراض الوراثية في البحرين، حيث بدأ بتقديم النسب السكانية في مملكة البحرين فجاءت نسبة البحرينيين 46.7% في حين ان الغير بحرينيين يشكلون 53.3% وإن نسبة الأطفال في البحرين تبلغ 41% من هم دون الثامنة عشر سنة أي ما يقل عن النصف بقليل من سكان البحرين والذين ركز الدكتور في الحديث عنهم في دراسته عن الامراض الوراثية والجينية في البحرين، وأشار إلى إحصائية قامت بها وزارة الصحة لسنة 2015 بأن نسبة 2 إلى 4% من أسباب الوفيات في البحرين هي ناتجة عن العيوب الخلقية.

أما فيما يتعلق بأنواع الأمراض الوراثية والجينية فقد قام الدكتور بتقسيمها إلى نوعين، حيث تعلق النوع الأول بخلل الكروموسومات أو ما يسمى بالصبغيات وتشمل أربعة أنواع من الأمراض الشائعة في البحرين وهي: متلازمة داون، متلازمة إدوارد، متلازمة باتو، متلازمة تيرنر. و يتعلق النوع الثاني بالأمراض الوراثية والتي تنقسم بدورها إلى ثلاثة أنواع: النوع الأول وهو أمراض الوراثة السائدة والمتمثلة في بعض العيوب الخلقية مثل القصر الشديد أو الطول الشديد، والنوع الثاني هي الأمراض الوراثية الجنسية مثل مرض نقص الخميرة المرتبط بالكروموسوم المسئول عن تحديد الجنس، والنوع الأخير هو الأمراض المتنحية والتي تنتقل عن طريق الأم او الأب عندما يكونان حاملين للمرض وهناك نوعين من هذه الأمراض منها الشائعة مثل السكلر والثلاسيميا، ومنها النادرة وهي منتشرة في البحرين بكثرة لسببين رئيسين هما زواج الأقارب وارتفاع عدد الأفراد في العائلة الواحدة.

في ختام حديثه قام الدكتور فؤاد عبدالله بعرض مجموعة من التوصيات والاستنتاجات أهمها ضرورة وضع سجل وطني لجميع الامراض الوراثية والعيوب الخلقية، بالإضافة إلى برنامج فحص لجميع المواليد من أجل بعض الأمراض الوراثية مثل أمراض الدم الوراثية ونقص الغدة الدرقية بالإضافة إلى أمراض الاستقلاب التي نفتقر إلى الكشف عنها عند المواليد.

من ناحية ثانية، قدم الأستاذ المشارك في جامعة الخليج العربي ومركز الأميرة الجوهرة الابراهيم، الدكتور خالد الجريش ورقة علمية حول علاج سرطان الرأس والرقبة.

وقال إن سرطان الرأس والرقبة من الأمراض التي تعتبر نسبة الشفاء منها بسيطة لذلك كان لابد من علاج فعال لهذه الأورام، يتجاوز المشكلات التي تواجه العلاجات الإشعاعية والكيميائية، وعلى ضوء ذلك تم ابتكار علاج جيني فيروسي موجه للخلايا السرطانية دون أعضاء الجسم الأخرى، وقمنا بصناعة مادة طبيعية سائلة تتحول بعد حقنها إلى جل داخل النسيج السرطاني وتقوم بمكافحته، وكانت هذه الطريقة فعالة بست مرات أكثر من العلاجات التقليدية، حيث تم تطبيق التجربة على فئران كانت مصابة بسرطان الرأس والرقبة وشفيت تمامًا.

من جانبه، أشار الأستاذ المساعد في برنامج علوم الحياة بجامعة الخليج العربي الدكتور نور الدين بن خلف في ورقته إلى استخدامات المعلوماتية الحيوية في الكشف عن هندسة الجينات المتخفية، وقال إن جين إسراء الذي أكتشفه فريق الأبحاث في جامعة الخليج العربي ومركز الأميرة الجوهرة والذي توصل لأول مرة الى تفسير جيني لمثيرات عمل الجهاز المناعي للفأر، بين ان الجينوم أكثر تعقيداً مما يبدو عليه، وان هناك حاجة ماسة لتحديث وتطوير التقنيات المعلوماتية الحيوية لتأخذ في الاعتبار هذا التعقيد بهدف تعريف الجينات الجديدة والمراحل البيولوجية الجديدة التي قد تساهم في تطوير فهمنا للشفرة الجينية، وتطوير علاجات جديدة في المستقبل. وأضاف يصنف جين اسراء على أنه واحد من الجينات الغير ظاهرة في الجينوم والتي اكتشفت بالتجربة المختبرية، هذا الأمر دفعنا لتحفيز مخيلتنا العلمية لتطوير النمذجة المعمول بها في تحليل الشفرة الجينية حيث تبين ان هناك جينات متخفية في جينات أخرى، وقد يؤدي تطوير نمذجة فك الشفرات الجينية إلى اكتشاف جينات غير معروفة مستقبلا.