العدد 3448
السبت 24 مارس 2018
banner
بحرنة قطاع الفندقة
السبت 24 مارس 2018

يشكل قطاع الفنادق مجالاً واعداً للعمل، والمؤسف أن نسبة البحرنة فيه لا تتعدى 10 %، معهد البحرين للضيافة له بصمات في إعداد وتأهيل الكوادر البحرينية، وخريجو المعهد يتم توظيفهم بنسبة (100 %)، في فنادق ومطاعم درجة أولى، وبعضهم يشغلون وظائف قيادية، حيث خّرج المعهد 4500 طالب سعودي وتم تعيينهم بالمرافق السياحية بدعم من الحكومة السعودية، ويستوعب المعهد 400 طالب، بينما عدد الملتحقين حالياً لا يتجاوز 180، ما هي أسباب عزوف الشباب عن العمل بالفنادق؟

الفكرة غير مستحبة اجتماعياً، رغم وجود فرص واعدة للخريجين باستكمال دراساتهم في المعاهد الفندقية العليا بسويسرا، نرى أهمية الشراكة بين الوزارات المختصة “التربية، العمل، الشباب، تمكين...” لوضع خطة وطنية متكاملة لتأهيل وتوظيف البحرينيين بالمرافق السياحية خلال الخمس سنوات القادمة، بحيث نرفع نسبة البحرنة إلى 50%، أمر ضروري توفير امتيازات جاذبة للجنسين من راتب ومكافآت مشجعة، فالسائح الخليجي أو الأجنبي يفضل الوجه البحريني بجميع المرافق السياحية.

نحتاج لتفعيل فكرة عمل فرق توعوية تشجع الخريجين على الانخراط في الدراسة الفندقية بالتعاون مع عناصر مجتمعية مؤثرة، وأعتقد أن هذه الخطوة إذا أعد لها بشكل جيد ومدروس، ستحدث فارقاً ملحوظاً في قناعات الأجيال الجديدة، فالموظف بقطاع الفنادق يحظى بميزات لا تتوفر في الوظائف الحكومية والخاصة، ولكن يبقى الهاجس من نظرة المجتمع، الى جانب عوامل أخرى كالأمن الوظيفي وعدم وجود سلم للترقيات وغياب الثقة بين الطرفين والبرامج التثقيفية لمستقبل وظائف الفنادق.

ورغم ذلك توجد نماذج ناجحة في البحرين ودول الخليج، على سبيل المثال لا الحصر، يعمل العمانيون في فندق الإنتركونتيننتال في مسقط بنسبة 48 % منهم 15 % من العنصر النسائي، إحداهن عملت 25 عاماً بكفاءة ووصلت الى وظيفة مشرفة علاقات الزبائن، واستطاعت التوفيق بين عملها ورعاية أسرتها، وترى أن العمل الفندقي بالنسبة للمرأة لا يختلف عن قطاع الشرطة أو التمريض، وأخرى عملت 23 عاماً، وبالصبر والمثابرة أثبتت نجاح المرأة بالقطاع الفندقي، تلك النماذج المتميزة قادرة على إصلاح النظرة السلبية، كما أن لهن دورا مؤثرا وإيجابيا بالتحدث مباشرة مع الخريجين وعرض قصص نجاحهن.

سوق العمل بكل تحدياتها تفرض علينا التحرك السريع والجاد بوضع خطة وطنية لبحرنة المرافق السياحية بما يخدم الوجه الحضاري للبحرين، بيدنا التغيير فماذا ننتظر؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية