لا تكاد تمر مناسبة يجتمع فيها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان مع المواطنين إلا وتحدث بفخر واعتزاز عن مواقف شعب البحرين المشرفة التي تؤكد أصالة معدنه ونبل أخلاقه. وفي كل مرة يستشعر الحضور حبا صادقا يجعل كلمات سموه تتعدى الآذان وتستقر في القلوب.

في مجلسه العامر الأسبوع الماضي استذكر سموه موقفا إنسانيا عظيما يدعو إلى التأمل طويلا لاستخلاص الدروس والعبر؛ لتصبح نبراسا للأجيال المقبلة التي ستكون بمشيئة الله امتدادا لشعب طيب الأعراق تضرب به أروع المثل في المودة والرحمة والوفاء.

ذلك الموقف المشرف حدث في عهد حاكم البحرين السابق المغفور له الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، إذ طلب التجار سن قانون يحمي مصالحهم، فكان لهم ما طلبوه.

يقول سموه “كان ذلك في أواخر الخمسينات وكنت حاضرا، وقد خالف أحد التجار هذا القانون وأصبح مهددا بالسجن، فجاء كبار التجار إلى الوالد ليطلبوا منه العفو عن ذلك التاجر، فسألهم: ألستم من طلب هذا القانون، والآن تريدون مني أن أخالفه؟ فقالوا: بلى، وإنما نفعل ذلك حفاظا على كرامة الرجل، فرد عليهم الوالد قائلا: سوف تسمعون قريبا جدا ما يبشركم”.

هذه واحدة من قصص ومواقف كثيرة يغدق بها سموه على زوار مجلسه بين الفينة والأخرى؛ ليذكرهم بماض حافل بالمواقف المشرفة والتجارب المهمة التي تشكل في مجموعها الضمير الحي لوطن عامر بالخير والعطاء ترتبط قيادته وشعبه بأوثق عرى الوفاء والإخلاص.

صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان يملك كنزا كبيرا من التجارب والخبرات العظيمة، التي تراكمت في رصيده منذ أن بدأ ينهل من مدرسة الحكم الرشيد للمغفور له الشيخ سلمان بن حمد، إلى أن تولى رئاسة الحكومة؛ ليقود السفينة بحكمة واقتدار متخطيا جبالا من التحديات؛ ليخرج من قلب العواصف العاتية رافعا راية البحرين خفاقة شامخة.

من يتعجب من قدرة هذا البلد على تجاوز الصعاب عليه أن يسعى لنيل شرف اللقاء بسمو رئيس الوزراء عسى أن يستمع إلى أحد فصول مسيرة نجاح البحرين، وقصة قيادة رشيدة وشعب وفي يتحلى بالوعي والإحساس.

بصوت واثق يقول سموه “التجارب التي مرت بنا كثيرة، وأهمها أننا حافظنا على كرامة المواطن ودافعنا عن بلدنا ونظمنا أعمالنا لما فيه خير ومصلحة هذا البلد وأهله”.. كلمات توجز قصة ملحمية عن قائد ووطن، وما من شرف أكبر من أن يرويها لنا بطل الملحمة بنفسه.