العدد 3450
الإثنين 26 مارس 2018
banner
دور الإسلام في ألمانيا
الإثنين 26 مارس 2018

شهدت الساحة الألمانية مؤخرا جدلا حول دور الإسلام في ألمانيا، حيث قال وزير الداخلية هورست زيهوفر في 16 مارس 2018 إن “الإسلام ليس جزءا من ألمانيا، الطابع المسيحي يميز ألمانيا، إنما المسلمون هم جزء من ألمانيا وليس الإسلام”.

هورست كان يرد على تصريحات للمستشارة الألمانية ميركل ذكرت فيها أن “الإسلام جزء من ألمانيا” كتبني لرأي الرئيس الألماني الأسبق فولف عام 2010م، لتعود ميركل من جديد وتؤكد في 21 مارس أمام البرلمان: “لا شك في أن الطابع التاريخي المميز لبلدنا مسيحي ويهودي، لكن بنفس قدر صحة هذا الأمر، فإن من الصحيح أيضاً أن مع 4.5 ملايين مسلم يعيشون لدينا، صار دينهم - الإسلام - الآن جزءاً من ألمانيا”.

وزير الداخلية الألماني وربما بحكم منصبه يسيطر عليه الهاجس الأمني ويتخوف من أي شيء قد يضر بطبيعة بلده وهويتها وتقاليدها وهذا حقه تماما، ويكفينا أنه أكد أن “المسلمين الذين يعيشون لدينا جزء من ألمانيا بالطبع”، فهو بذلك نموذج للمسؤول الذي يخشى على بلده.

بينما كانت لميركل نظرة أكثر شمولية من وزير الداخلية، وبدافع وطني مسؤول أيضًا، وانطلاقا من الحرص على التعايش والتسامح بين كل مكونات المجتمع الألماني، لهذا نجدها تؤكد أن “مهمة الحكومة الألمانية إدارة كل النقاشات على نحو يؤدي في النهاية عبر قرارات محددة إلى جعل التضامن بين كل الأفراد الذين يقيمون على نحو دائم في ألمانيا أكبر وليس أصغر”.

أتمنى أن تكون نظرة وزير الداخلية الألماني في التمييز بين الإسلام والمسلمين تأسيسا على مبدأ يؤمن به وليس كحالة طارئة عند الحديث عن الهوية والطابع، بينما يتم التخلي عن هذا المبدأ عند وقوع بعض الممارسات السلبية كأعمال العنف والإرهاب من قبل بعض المحسوبين على الإسلام ويتم إلصاق التهم مباشرة بالإسلام كدين.

كما نأمل من مسؤولي الغرب ومنظماته احترام الطابع والهوية الإسلامية لدولنا كما يريدون ويؤكدون على احترام طابع دولهم، بحيث لا يتم توجيه الاتهامات إلينا لمجرد تطبيق بعض الأحكام المقررة في الشريعة الإسلامية وأن يفرض علينا تطبيق قوانين أخرى تتناقض معها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية