العدد 3451
الثلاثاء 27 مارس 2018
banner
الجرائم الحوثية
الثلاثاء 27 مارس 2018

عندما يضيق الخناق ويشتد على شخص أو جماعة أو دولة ما تراها تتخبط وتفقد الوعي وتتورط وتتمادى في تصرفات خرقاء علَّها تجد ضالتها في الانتقام، أو تكتسب وقتًا في المراوغة، أو تفتعل حدثًا لإلهاء الآخرين عن رؤية المأساة التي تعيش فيها، والأزمة التي تعانيها، والجرائم التي ترتكبها.

هذه هو حال جماعة الحوثي الإرهابية في اليمن، فبالأمس الأول تصدت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي، واعترضت سبعة صواريخ باليستية إيرانية أطلقتها هذه الجماعة الانقلابية من الأراضي اليمنية، واستهدفت تجمعات لمدنيين أبرياء في بعض المناطق بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، ليضاف هذا العدوان إلى سلسلة طويلة من الاعتداءات على الأراضي السعودية، حيث تم إفشال عشرات الصواريخ التي أطلقتها المليشيات الحوثية ضد المملكة، كان بعضها موجهًا لقبلة المسلمين لتعبِّر عن أقصى درجات الخسة والدناءة، والتي يرفضها كل دين، وتشجبها الإنسانية جمعاء.

بات واضحًا أن جرائم الحوثيين لم تعد تقتصر على أبناء الشعب اليمني المكلوم ومقدراته ومؤسساته، بل تريد هذه الجماعة الإرهابية أن تنقل جرائمها البشعة إلى السعودية والخليج العربي، وتسعى ومن ورائها إيران لأن تنشر الدمار في أراضي الخليج.

وهذه الجرائم الآثمة والممارسات الدنيئة تؤكد بما لا يدع مجالا لشك أن جماعة الحوثي لا يمكن أن تكون عامل بناء، أو عنصرا إيجابيا لا في حاضر اليمن ولا في مستقبله، كما تعبر عن الضغط الهائل النفسي والإستراتيجي الواقعين على هذه الجماعة بفعل عاصفة الحزم والنجاحات المتتالية التي تحققها قوات التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية، والتي ستتواصل ولن تثنيهم هذه الاعتداءات عن عزيمتهم وإصرارهم؛ حتى يتم بسط الشرعية في كافة أنحاء اليمن، وننتظر من المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن أن يكون له دور في تحقيق هذه الأهداف في ظل هذه الصورة الواضحة أمام الجميع.

إن قوات التحالف العربي ماضية بكل قوة في مهمتها لتحرير كافة الأراضي اليمنية من قبضة القوى الانقلابية، والنصر آت وقريب بإذن الله، وستستقر جماعة الحوثي وتذهب إلى مزبلة التاريخ خالدة فيها. أما الصواريخ الباليستية الإيرانية، فستكون سهامًا ترتد في العمق الإيراني لتندم طهران على دعمها للإرهاب، وتصديرها لأبشع صنوف الشر.

مؤنس المردي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .