العدد 3452
الأربعاء 28 مارس 2018
banner
التواصل الاجتماعي وأثره على الأمن الوطني
الأربعاء 28 مارس 2018

الفكر الإنساني الذي ابتكر وأنتج التقنيات الحديثة ليس للعبث ولا لتكون سلاحًا يستخدمه البعض ضد الآخر، بل هي منتجات وضعت من أجل الإنسان لتحسين حياته وتطوير مجتمعه، ولتحقيق التواصل الذي فقده الإنسان بسبب بُعد المسافات ومشاغل الحياة، ومن هذه المنتجات وسائل التواصل الاجتماعي التي عبدت جسرًا للتواصل بين البشر في مختلف المجتمعات والقارات، ولا يجوز أن يُستخدم التواصل الاجتماعي ضد الآخر من إنسان وأوطان، فمن خلال هذه التقنية نكون قادرين على التعرف والانفتاح على كل الثقافات والعادات، وتوصيل منجزات البحرين ومكتسباتها إلى الآخرين، فما يُفرح بلادنا هو فرح لنا وما يُؤلمها يؤلمنا، وما يُكتب ضدها ظُلمًا وبُهتانًا ويتعرض لها بالسوء من خلال نشر الإشاعات نرفضه، لأنه يتعرض للبحرين وقيادتها وحكومتها وشعبها، ويَمس أمنها ويخلق الاضطراب فيها، وهذا الأسلوب ليس من ثقافة أهل البحرين ولا ينتمي إلى عاداتهم الحميدة ولا ينسجم مع تربيتهم الطيبة ولا مواطنتهم.

ما يكتبه أولئك ضد البحرين وقيادتها وشعبها في مواقع التواصل الاجتماعي ليس تواصلاً مع البحرين بل انقطاعًا عنها، وليس حوارًا بل يمثل نقلا لصورة غير حقيقية عن البحرين وما يحدث فيها من منجزات وما يُحققه شعبها من مكتسبات، وهي أقلام غير مسؤولة فاقدة لاحترام الذات والتواصل الحقيقي مع الرأي الآخر، وهي أقلام ترفض أن تنقل الصورة على حقيقتها لأنها لا تتوافق مع رؤيتهم.

للتواصل الاجتماعي آثار إيجابية وأخرى سلبية على الإنسان وبلاده، ومن بينها الأثر السلبي على الأمن الوطني، فنشر الإشاعات المُغرضة والأخبار المُلفقة عن البحرين من التحديات والتهديدات الأمنية التي يجب أن تواجه بعزمٍ وحزم من قبل الأجهزة الأمنية، لأنها تهدد أمن البحرين ووحدتها وسلامة أراضيها وسيادتها الوطنية، واستقرارها السياسي والاقتصادي وانسجام شعبها الاجتماعي، ومن واجب وزارة الداخلية البحرينية رصد هذه المواقع ومتابعة خيوطها ومَن يتولى مسؤوليتها، كون الإشاعات ترتقي إلى مستوى الأعمال الإرهابية، ولابد من سن تشريعات وطنية ووضع إجراءات أمنية لتتم محاسبة هذه الصفحات الصفراء وملاحقة القائمين عليها ومعرفة مصادر تمويلها. خصوصا أن هذه المواقع السلبية تنشر الإشاعات وخطاب الإرهاب والكراهية والتحريض على العُنف لتخريب البلاد والوقوف ضد الشعب، ومن خلال هذه المواقع استطاعت الكثير من الدول والتنظيمات الإرهابية تجنيد كثيرين لتحقيق مآربها الإرهابية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية