العدد 3453
الخميس 29 مارس 2018
banner
حثالة البشر
الخميس 29 مارس 2018

بنقاش ساخن جمعني مع عدد من الأصدقاء مؤخرًا، عن الأمراض الاجتماعية التي يغرق بها المجتمع اليوم، بشكل متصاعد، وملحوظ.

اختلف الحاضرون عن أسوأ هذه الأمراض، وأبشعها، وأكثرها ضررًا على الناس، فمنهم من قال: النفاق، آخر قال: الحسد، ثالث قال: الصعود على ظهور الآخرين، وكالعادة، كان لي رأي مختلف عنهم، قاسٍ إلى حدٍّ ما.

حيث قلت وبملء الفم: أحقرها “الشحاتة العصرية”؛ وهي أن يستغل أحدهم ضعف المرأة، وطيبتها، وسذاجتها، ليقدم لها الوعود الفضفاضة بالزواج، ثم سيتنزف أموالها، حتى إن فرغ منها، رماها خلف ظهره، بلا أي اهتمام.

وأضفت لهم: هذه الظاهرة الخطيرة، سردت بالصحافة المحلية مؤخرًا مرات عديدة، لتكشف جهرًا، عن ظهور فئة من الشباب يحترف اقتناص بنات الناس، من فاقدات الحيلة، ليمارس النصب عليهن، تحت ذريعة الحب، والاهتمام، والتفهم، ثم يحطمهن بعد أن يمتص مدخراتهن تحطيمًا.

وقلت أيضًا: لا يوجد هنالك أسوأ من أن يقول أحدهم لفتاة وثقت به، ووضعته بمكانة الأخ، والرجل، والأب، والصديق، والحبيب، بعد إنهاء مهمته الحقيقية: القانون لا يحمي المغفلين.

وزدت: وأنا لا أعفي الفتاة من مسؤوليتها الأخلاقية، ولا من الانجرار بالعلاقات العاطفية الغامضة، خارج نطاق الأسرة، أو الشرع، لكنني أواجه وبعنف هذا السلوك الممنهج، من قبل من يحمل مزيجًا من الشر، والاحتيال، والنصب، والكذب، والجشع، والدناءة، ليكسر قلوب بنات الناس، ويفقدهن الأمل بالحياة.

إن الحال الذي يسود المجتمع اليوم من انفتاح إعلامي، وعصري، وظهور شبكات التواصل الاجتماعي، وتغير مفاهيم الحياة الاجتماعية نفسها، وأيضًا الانشغال بهموم الحياة المتصاعدة، وتعقيداتها المتشابكة، أوجد الصعوبات البالغة في تحقيق التربية الصالحة، وفي الرقابة، والمتابعة، وهو ما يلزم الوالدين بالكثير من الجهود والأعباء الإضافية تجاه أبنائهم وبناتهم، تشاركهم بذلك الدولة، والمجتمع ككل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .