العدد 3454
الجمعة 30 مارس 2018
banner
رسالة إسرائيل... هل تردع ملالي إيران؟ (2)
الجمعة 30 مارس 2018

إذاً المسألة برمتها لم تعد بحاجة إلى كثير من التحليل والتقدير، فهناك ما يشبه الحملة الإسرائيلية الرسمية لتوجيه تحذيرات مباشرة إلى إيران، ويبقى السؤال المطروح بالتبعية هو: كيف ستتصرف إيران إزاء هذه الرسائل؟ وكيف ستخطط للرد على أية عملية عسكرية إسرائيلية تستهدف منشآتها النووية؟

الإجابة على مثل هذه التساؤلات تشير إلى أن نظام الملالي في إيران ليس نظاماً عقلانياً يمكن أن يستوعب الدرس ويتصرف وفقاً لمصالح شعبه، وقناعتي أن هذه الرسالة ستزيد إيران تورطاً وانغماساً في سوريا، باعتبارها الرهان الأقوى لنظام الملالي في الرد على أي تهديد إسرائيلي، فإيران التي أنفقت، باعتراف قادتها، نحو 22 مليار دولار على الحرب في سوريا، لن تتخذ قرار الانسحاب بسهولة، ولن يكون خروجها سوى دامياً أو في إطار صفقة تقاسم مصالح مع قوى كبرى.

يدرك قادة الحرس الثوري أن تمركز ميلشياتهم في سوريا وعلى الحدود مع إسرائيل هو الورقة الأكثر ضغطاً على أعصاب إسرائيل والولايات المتحدة، وطالما أن الملالي باتوا على قناعة بأن إسرائيل تخطط لاستهدافهم عسكرياً فلن يتنازلوا بسهولة عن ورقة التعاون مع حزب الله اللبناني، عصب الاستثمارات الإيرانية في بناء الميلشيات والوكلاء والأذرع الآيديولوجية.

أعتقد أيضاً أن إسرائيل تسرعت وتسيء التقدير بانتهاج استراتيجية التهديد العلني لإيران، وتخليها عن استراتيجية الغموض في بناء قدرات الردع وتوجيه الضربة الأولى، وأن رهانها على ردع إيران عبر التهديد والحرب النفسية لن يؤتي نتائجه، فنظام الملالي مغامر بطبعه، كما قلت وهكذا علمتنا تجارب حربه مع العراق وتدخلاته الطائشة في اليمن والعراق وسوريا، فهو نظام لا يبالي كثيراً بالعواقب، ويمتلك معايير ضيقة للربح والخسارة في المواجهات والصراعات والحروب، ولا يبالي بمصالح شعبه، وبالتالي فهو نظام انتحاري بامتياز، ومن ثم لا تنطبق عليه قواعد الردع التقليدية التي تتفاعل معها الأنظمة الطبيعية. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية