العدد 3456
الأحد 01 أبريل 2018
banner
الأحواز المحتلة وطريقها إلى التحرير
الأحد 01 أبريل 2018

تعد القضية الأحوازية واحدة من أهم القضايا التي يمكن أن يشتغل عليها العرب في إطار مواجهتهم لإيران، خصوصا أن لهذه القضية بعدا قوميا يسوغ أي تحرك وجهد عربي لنصرة الأحواز وتبني قضيتهم، كما أنها تتيح للعرب نقل حراكهم إلى داخل إيران والمواجهة من الداخل، في وقت لا تتوانى فيه طهران عن كل مظاهر التدخل السلبي والخطير في شؤوننا ومحاولة نشر الفوضى والفتنة في بلادنا، بينما سيكون التدخل والإسناد العربي للشعب الأحوازي تدخلا خيرًا وبناءً؛ لمساعدته في تقرير مصيره والتحكم في مقدراته.

هذه القضية مترسخة في الوجدان العربي منذ احتلال هذه المنطقة من قبل النظام الإيراني بالعام 1925، بالإعلان عن نهاية حكم آخر حكام الكعبيين وهو خزعل بن جابر الكعبي، فيما وصف آنذاك بصفقة العصر بين بريطانيا وإيران.

وتمسك إيران باحتلال الأحواز يعكس القيمة الاستراتيجية لهذه المنطقة التي توصف بأنها أغنى المناطق على وجه الأرض، حيث الثروات الطبيعية الغنية والهائلة من غاز ونفط وأراضي زراعية خصبة، ويصب فيها أحد أكبر أنهار المنطقة وهو نهر كارون، ولهذا نجد أن الموارد المتواجدة في هذه المنطقة تساهم بحوالي نصف الناتج القومي لإيران وأكثر من 80 % من قيمة الصادرات في إيران.

ولكن، ورغم أن الأحواز تختزن في باطنها هذه الثروات الهائلة، إلا أن شعبها يعيش مهمشًا وفقيرًا ومضطهدًا من قبل هذا النظام الفارسي الفاشي الذي عمل ومنذ العام 1925 على تفريس هذه المنطقة التي أطلق عليها إقليم “خوزستان”، وعمل بشتى الطرق على طمس هويتها الثقافية والعربية، ومنع بناء المساجد وحرم أهلها من التعليم باللغة العربية وحتى من الوظائف العامة وإسكات أصواتهم وقمع حرياتهم وعمل على تهجيرهم لإحلال مستوطنين فرس.

وها هم الأحوازيون يرفعون أصواتهم للمطالبة برحيل وإسقاط هذا النظام الإيراني البائس ويكسرون بكل شجاعة حاجز الخوف الذي سيطر عليهم على مدى السنوات الماضية؛ بسبب القمع الشديد والاعتقالات المستمرة.

ولذا، فإن الإعلام العربي اليوم مطالب بتسخير إمكاناته لدعم هذا الشعب العربي، ونتمنى أن نرى الآن تحركات جادة، خصوصا أن القمة العربية سوف تعقد قريبا في السعودية التي تتزعم بكل مسؤولية حركة الردع العربي والإسلامي لإيران، ونأمل أن تتبنى هذه القمة العربية قرارات صارمة ومبادرة متكاملة لتحرير الشعب الأحوازي ونقل قضيته إلى المنصات الدولية والأممية، ويجب علينا كعرب ألا نستكين ونكتفي بالمشاهدة، بل نتحرك لإيصال هذه القضية للعالم تحت عنوان “الأحواز المحتلة وطريقها إلى التحرير”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية