العدد 3456
الأحد 01 أبريل 2018
banner
إلى أبي وأمي مع التحية
الأحد 01 أبريل 2018

لم تسنح الفرصة للأجيال الحالية، بأن تكون محظوظة بما اغتنمته أجيال السبعينات والثمانينات وربما التسعينات إلى حد ما، بجوانب حياتية كثيرة، من يوميات الناس، وأخلاقياتهم، إلى البيئة العامة نفسها.

ومن هذه الاختلافات، المواد التلفزيونية النفعية، والتي كانت ترتقي بالذائقة، وبالأدب، وتساهم بصناعة التربية، جنبا إلى جنب، مع الوالدين.

وأتوجس بذلك، ونحن على مشارف شهر رمضان الكريم، والذي باتت تفصلنا عنه أسابيع قليلة، من المسلسلات التجارية التي ستغرق بها الشاشات العربية، والتي تنجح -بكل عام- في الهبوط بالثقافة العامة للشباب، والنشأة، إلى أدنى مستوياتها.

وبالرغم مما ينشر بالصحف المحلية والخليجية من نقد لاذع، ومما يطرحه المثقفون بمدوناتهم، وبساحات التغريد، قبالة هذه المسلسلات الهابطة، إلا أن الشركات المنتجة لا تزال على مسارها، وكأن الأمر بات بحاجة لقرار سياسي.

نحتاج اليوم مواد شبيهة بالمسلسل الكويتي الضخم “إلى أبي وأمي مع التحية”، والذي أنتج الجزء الأول منه العام 1979، وجسد بطولته خالد النفيسي، حياة الفهد، عبدالرحمن العقل، هدى حسين، وآخرون.

ونجح هذا المسلسل أسوة بغيره بذلك الوقت، بأن يتغلغل بحياة الكثيرين، ويسهم بخلق التغيير الايجابي لهم، ويترك عظيم الأثر حول أبجديات طاعة الوالدين، ومكانتهم المقدرة، وما يقدمونه من تضحيات لأجل أبنائهم.

هذا المسلسل الرائع وغيره، كان عامل دعم ومساندة لإنجاح الكثير من الآباء والأمهات في مساعي التربية الصالحة، وبمواد تلفزيونية أوجزت سنوات من النصح والتربية والإرشاد، وبلغة بسيطة، ومقنعة. فمتى سنشهد عودتها مجددا؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .