العدد 3456
الأحد 01 أبريل 2018
banner
تحويل كتبنا إلى لغة “برايل” لخدمة المكفوفين
الأحد 01 أبريل 2018

خلال تجوالي بمعرض البحرين الدولي للكتاب توقفت عند جناح المعهد السعودي البحريني للمكفوفين، لا لشيء، إلا لأنني تذكرت أن هناك نوابغ من المكفوفين في مختلف العلوم ساهموا بشكل كبير في ازدهار المجتمعات منهم الطبيب والشاعر وكاتب القصة والموسيقار والأستاذ الجامعي وفي مختلف الأنشطة، والتاريخ مليء بالقصص عن هؤلاء المكفوفين النوابغ الذين خاضوا المعرفة والعلم والاختصاص وانتصروا على إعاقتهم، بعد أن استمعت من المشرف على الجناح كيفية الكتابة بطريقة “برايل” سألته، هل توجد هناك كتب تغطي مختلف المعارف منقولة ومكتوبة بلغة “برايل” ليستفيد منها الكفيف بصورة شخصية؟ كانت إجابته بالنسبة لي مثل منحدر قاس يوصل إلى هوة عميقة لا قرار لها، فالأخ قال، للأسف العدد قليل جدا والسبب ارتفاع التكلفة، هذه النوعية من الكتب لا توجد بشكل واسع مثل الكتب العادية، لدينا عدد من الكتب، “وأشار بإصبعه إلى موسوعة علمية، وكتاب “خليفة بن سلمان... رجل وقيام دولة” للمؤلف توفيق الحمد، وبعض الكتيبات”.

إذا نحن أمام قضية ليست عادية باعتبارنا جميعا بمثابة المبحرين على مركب واحد “السوي والكفيف” وكل منا يحمل رسالته ودوره في خدمة وطنه ومجتمعه، فيفترض أن يكون هناك نشاط ملحوظ في توفير الكتب بشتى حقولها بطريقة “برايل” وتبادر الجهة بنفسها في توفير الكتاب سواء عن طريق الدعم المادي المباشر أو عن طريق التعاقد مع الشركات المتخصصة بطباعة هذه الكتب، والمجال مفتوح هنا للقطاع الخاص ورجال الأعمال في تبني مشروعات كتب ومؤلفات ذات قيمة فكرية عالية في التاريخ والأدب والسياسة وغيرها وتحويلها مع أهل الاختصاص إلى لغة “برايل” لينهل منها الكفيف المحب للقراءة ويكتشف مختلف جوانب الحياة ويحقق طموحه الذي قد يكون خافيا عنا وهو طموح الإنسان بتحقيق انسانيته بالشكل والمحتوى مثلما يكون بالفكر والخيال.

إن اتساع ثقافتنا لا يقاس فقط بدرجة ارتياد الشخص السوي معارض الكتاب، إنما بارتياد من يساهم معنا في البناء حتى لو كان كفيفا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية