العدد 3456
الأحد 01 أبريل 2018
banner
حين يتحدث سمو رئيس الوزراء عن خصال المحبة والتعايش
الأحد 01 أبريل 2018

أكثر من معنى ودلالة حملها حديث صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه في مجلسه العامر بقصر القضيبية يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي، خصوصًا ذلك الجانب الذي أكد فيه سموه أهمية الوعي في الحفاظ على الوحدة الوطنية، بالطبع، كل المجتمعات اليوم معرضة لمخاطر التحديات والعواصف والرياح التي تهب من كل اتجاه، لكن المجتمعات التي تصون منجزاتها بتقوية نسيجها الوطني هي التي تقف قوية في وجه تلك الرياح، لهذا فإن هناك موروثا عظيما متأصلا في البيت البحريني، وقد أشار إليه سموه بوصف ذلك الموروث بأنه غرس لخصال المحبة والتعايش جيلًا بعد جيل، ومن الأهمية بمكان قراءة ما أفاض به سموه كتقدير وعرفان بدور رجالات البحرين الأوائل في مختلف مناطق البحرين وإسهامهم في بناء الوطن وتطوره، وهذه الخصلة تحملنا جميعًا مسؤولية تكريس هذه القيم لأنها سياج قوي يصد عن بيتنا البحريني كل ممارسة مرفوضة وكل فكرة دخيلة لا تتناغم مع قيم التسامح والتعايش السلمي والتوافق الاجتماعي بين أبناء المجتمع.
أمامنا اليوم العديد من الممارسات المؤسفة التي يقوم بها البعض ممن لا يضع لمصلحة الوطن أي اعتبار، صحيح أنه من السهل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الإلكتروني بشتى السبل في الإضرار بالمجتمع، وإثارة حالة من الكراهية والتباغض والتشهير بالناس، إلا أن من يضع تلك العناوين تحت عبارة “حرية الرأي والتعبير والدفاع عن الوطن” فهو مخطئ! إذ كيف نفهم نشر وترويج المعلومات والأخبار والافتراءات المضرة بأنه حرية رأي؟ ولماذا يصر البعض على أن يفرق بدل أن يجمع، ويشتت بدل أن يلم الشمل، لذلك، فهذه الممارسات لا تتناغم على الإطلاق مع الخصال النبيلة لأبناء البحرين.
إن التراث الطيب والغرس الكريم يجعل أبناء البحرين يمتلكون القوة في بناء الوطن وازدهاره كما يؤكد سمو رئيس الوزراء حفظه الله في لقاءاته وزياراته ودروسه التي ننهل منها معاني التكاتف والوحدة والتفاني والإخلاص في خدمة بلادنا الغالية وقيادتنا الرشيدة وشعبنا الوفي.
والسؤال: “هل يمكن أن نفرط فيما ورثناه من الآباء والأجداد من قيم المحبة والألفة؟ ولماذا يرى البعض في شق نسيج المجتمع وعدم الاكتراث لاستقرار الوطن وأمنه بأنه دور يجب أن يلعبه فيما هو يدرك أنه بذلك الفعل إنما يسيء لوطنه وأهله؟”، ولعل رسالة سمو رئيس الوزراء واضحة إلى رجال الصحافة والإعلام للارتقاء بنتاجهم الفكري وكتاباتهم التي تنمي الوعي وتجعل للكلمة أثرها الهادف البناء في ظل مخاطر كثيرة مصدرها سوء استخدام وسائل التواصل والاتصال والإعلام الجديد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .