العدد 3457
الإثنين 02 أبريل 2018
banner
دور الإسلام في ألمانيا (2)
الإثنين 02 أبريل 2018

حذر الصحافي الألماني جوخين بيتنر، من أن تصريحات وزير الخارجية الألماني هورست سيهوفر، التي قال فيها إن “الإسلام لا ينتمي إلى ألمانيا”، ستزيد الأمور سوءا فقط، مؤكدا في مقال نشره مؤخرا بصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن هذه التصريحات ستضاعف المشاعر الموجودة والمنتشرة على نطاق واسع بين المسلمين، بأنهم لا ينتمون لألمانيا على أية حال، لذلك فهي بمثابة هدية للمتطرفين الذين يحملون آراء تستحوذ على عقولهم تقوم على ثنائية بسيطة هي أن الإسلام ضد الغرب.

يريد الصحافي أن يوصل رسالة مهمة في هذه القضية هي أنه لا يوجد تناقض أو توتر بين التقاليد الليبرالية العلمانية للثقافة الألمانية، وبين الإسلام، وأن هذا التناقض ليس بسبب الإسلام ذاته، إنما بفعل الطريقة التي تعاملت بها ألمانيا مع المسلمين والأخطاء الكثيرة التي شابت هذه الطريقة ومن بينها اللامبالاة والتسامح الكاذب الذي أدى إلى ترك مسائل مهمة دون علاج، وتحول بعد عشرات السنين إلى معاداة، وبات أكثر الألمان يعتقدون أن الإسلام لا يتماشى مع القيم الغربية.

أحادية النظرة هي التي تؤدي في الغالب إلى هذا النوع من المشاكل الخطيرة، حيث لا يتم الحديث إلا عن أخطاء وسلبيات تتعلق بالمسلمين وممارسات بعضهم وسلوكياتهم التي يتم ربطها تلقائيًا بالإسلام كدين ليكون ذلك مدخلا لرفض الدين نفسه في المجتمع وتبرير كل مظاهر التمييز التي تحدث ضد المنتمين إليه.

تجاهل أخطاء الجانب الآخر في القضية سيحول دون التوصيف الصحيح للمشكلة ومن ثم لن يؤدي بحال إلى علاج ناجع لها، فهناك الكثير من استطلاعات الرأي التي تؤكد أن هناك تخوفا غير مبرر وانطباعات سلبية سائدة لدى أغلبية الألمان ضد الإسلام دون أي تفسير منطقي أو موضوعي لها، ومن بينها استطلاع للرأي أعده معهد يوغوف في عام 2015 أظهر أن نصف الألمان يشعرون بأنهم “غرباء في بلدهم” بسبب وجود عدد كبير من المسلمين، مشيرا إلى أن أغلبية الألمان (82 %) ليست لديهم علاقات مع مواطنيهم المسلمين، وأن كل واحد من اثنين شملهم الاستطلاع لا يعرف سوى القليل عن الإسلام، كما أن خمس الذين تم استطلاع آرائهم لا معرفة لديهم إطلاقاً بالإسلام.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية