حفلت السنوات الفائتة بإبداعات ومنجزات شبابية بحرينية رائدة ولافتة في مجالات علمية وثقافية تبعث على الفرح، لم تكن الميادين التي خاضها هؤلاء الشباب للتنافس سهلة كما قد يتصور البعض، فقد كان بعضها أمام آلاف المتنافسين ومن جميع البلدان العربية، هؤلاء الشباب أثبتوا أنّ مملكتنا زاخرة بالطاقات كما أنهم استطاعوا أن يبرهنوا من خلال الواقع العملي ما يتمتعون به من مواهب وإمكانات.

من البديهي القول إنّ هؤلاء الشباب لم يقفزوا من فراغ، ولا كانوا نبتا عشوائيا بمعنى أنّه لابد من مؤسسات أتاحت الفرص أمام المبدعين منهم لإثبات قدراتهم وتميزهم كالمؤسسات التعليمية والأندية والجمعيات الثقافية وغيرها، في الأسبوع الفائت فاجأنا نادي سار الثقافي والرياضي بعقد مؤتمر بالغ الأهمية اختار له المنظمون عنوانا لافتا هو “الإبداع الشبابي فرص وتحديات”، وحظي برعاية وزير الشباب والرياضة شخصيا الذي أكدّ أنّ هناك الكثير من الفرص التي عملت القيادة الرشيدة وفق رؤيتها المستقبلية للمملكة على توفيرها أمام الشباب البحرينيّ، ووضعت كل الإمكانيات في أيدي الشباب البحرينيّ وعليهم استغلال هذه الفرص والاستفادة القصوى منها من أجل أخذ موقعهم الحقيقي في عملية التنمية المستدامة التي تسير المملكة فيها بنهج مستقيم.

إنّ دور الأندية الوطنية يجب أن لا ينحصر في برامج بعينها كالمسابقات الرياضية وحدها، رغم ما تنطوي عليه من أهمية، بيد أنّ الذي يتطلع إليه المجتمع بكل فئاته هو تقديم البرامج والفعاليات التي تشكل تكاملا مع البرامج التي تقدمها وزارة الشباب والرياضة إلى قطاع الشباب وتنويع الأنشطة.

يجدر بالذكر هنا أن أوراق العمل المقدمة في المؤتمر كانت متوافقة مع هموم الشباب وتطلعاتهم كما حفل المؤتمر بتجارب شبابية في مختلف التخصصات أهمها تجربة الطالبة البحرينية ولاء البقاليّ التي أحرزت المركز الثالث بين ثلاثة ملايين طالب عربيّ، التجربة عُدت إنجازا فريدا في مشروع تحدي القراءة العربيّ الذي نظمته إمارة دبيّ العام الماضيّ، إضافة إلى تجارب أخرى في مجال الاختراع وتحدي الإعاقة.