لن نتحدث عن نجاح سباق الفورمولا 1، فالنجاح أمر مفروغ منه منذ أن لمعت حلبة البحرين الدولية وشع نورها في ميادين سباق السيارات عام 2004، لكننا سنتحدث عن الصناع المهرة من الشباب البحريني الذين وصلوا إلى درجة عالية من الاحترافية في عملية التنظيم والضيافة وفي أوقات مختلفة من النهار والليل، شباب تحلى بالاجتهاد والوطنية وهو في نظري المقياس الأول والأخير لنجاح السباق والفعاليات المصاحبة داخل الحلبة، يستقبلونك بوجه منور وروعة نادرة من الشارع حتى دخولك الحلبة وبأخلاق إنسانية رفيعة، ولعل هذا ما جعل جولة السباق التي تستضيفها البحرين من كل عام من أجمل وأنجح الجولات في الدقة والشمول وبعنصر بشري بحريني له من المعرفة والخبرة والمهارات اللازمة التي تتطلبها مثل هذه السباقات العالمية.

وقفت وراء عائلة صينية “زوج وزوجة” قبل دخولنا مضمار الفعاليات المصاحبة من إحدى البوابات في ثاني أيام السباق أي يوم السبت، التفت الزوج إلى ابنتي وابتسم لها وأعطاها قطعة حلوى وتحدث معها بلغة إنجليزية مفهومة، شكرته وبدأت أتحدث معه عن سبب زيارته والغاية منها، أجابني أنه من عشاق فريق “الفراري” ويحرص على متابعته كلما سنحت الفرصة له، وأكثر ما يلفت انتباهه في حلبة البحرين الـ”planning”.

إن سباق الفورمولا 1 وعلاوة على أنه أصبح رافدا أساسيا لدعم الاقتصاد الوطني ويساهم مساهمة كبيرة في هذا القطاع، إلا أنه أيضا يقدم الوجه الحضاري للبحرين ونافذة تطل على مناقب تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا ويعرف الزوار من مختلف دول العالم بالتراث والثقافة البحرينية عبر تاريخها الطويل وأدوار هذا البلد العريق في مختلف الميادين الثقافية والحضارية، فكل الجهات الحكومية والخاصة قدمت في هذه المناسبة جهودا ملموسة من أجل تحقيق الهدف الأسمى وهو رفع اسم مملكة البحرين والتفاخر بتراثها وأمجادها في جميع مجالات الحياة وتقديمها الزائرين كدولة علم وعقل فروعها شامخة في سماء المعرفة والتقدم.

فهنيئا للبحرين طعم النجاح المتواصل في تنظيم سباقات الفورمولا 1 وسحرها للعالم، نجاح كجبين ضوء الشمس.