العدد 3464
الإثنين 09 أبريل 2018
banner
المالكي وإيران والانتخابات المقبلة (2)
الإثنين 09 أبريل 2018

تصف أوساط سياسية إعلان تحالف المالكي الانسحاب من السباق الانتخابي في صلاح الدين أنه مؤشر واضح على أنه يشعر بالقلق بشأن تراجع شعبيته وغموض مستقبله السياسي، وبحسب المحلل السياسي عمران السويدي فإن انسحاب المالكي من صلاح الدين جاء بمعرفته المسبقة أن المآسي التي تسبب بها للمكون السني وتسببه بدخول داعش، ستنعكس سلباً على حظوظه في تلك المحافظات، وربما تشكل فضيحة عارمة له في حال عدم حصوله على عدد مقبول من الأصوات.
وأضاف السويدي أن الخطاب الطائفي وكذلك السياسات الخاطئة التي تسبب بها المالكي تجاه كل المكونات العراقية جعلته بهذا الشكل سواءً في صلاح الدين أو كل المحافظات العراقية، مشددًا على ضرورة عدم الانجرار وراء الوعود التي أعلنها المالكي مجددًا في حملته الانتخابية.
ويعتبر انسحاب المالكي من محافظة صلاح الدين اعترافاً واضحاً من الأخير بأن شعبيته في المحافظات السنية شبه منعدمة، وأن الخطاب الطائفي الذي رفعه طيلة ثماني سنوات من حكمه انتهى إلى عزلة في أحد أهم المراكز الانتخابية، وأن الشارع السني لم ينس لرئيس الوزراء السابق دوره في فتح الطريق أمام سيطرة داعش على المحافظات السنية.

لكن مصدراً مطلعاً أشار إلى أن الانسحاب جاء على خلفية إخفاق دولة القانون في إيجاد المرشحين اللازمين لقائمتهم الانتخابية، حيث لم يتقدم سوى أربعة مرشحين للترشح ضمن كيان دولة القانون في صلاح الدين من أصل 24 ممن يحق لهم الترشح في القائمة الانتخابية، مما يعني إخفاقه في الحصول على مقعد برلماني في المحافظة.
وأضاف للصحافة المحلية أن “تيار الحكمة والصدر لهما شعبية مقبولة في تلك المناطق، لكن المالكي تراجعت كل شعبيته خلال الفترة الماضية وهناك رفض واضح من قبل الشارع السني بشكل عام”.

واتجهت إيران مؤخرًا إلى فصائل الحشد الشعبي بزعامة هادي العامري ليتصدر المشهد الانتخابي بعد تراجع حظوظ المالكي في تمثيل المشروع الإيراني بشكل واضح، والسمعة السيئة التي لصقت به بشأن اجتياح داعش مدن البلاد، فيما يبدو العامري مرشحاً قادراً على مساندة المشاريع الإيرانية في ظل امتلاكه المال والسلاح وعددا كبيرا من المليشيات التي انضمت إلى تحالفه الانتخابي.

ورغم أن العبادي قدّم خلال الفترة الماضية خدمات كبيرة لإيران عبر سيطرته على كركوك وتشكيل مليشيات الحشد الشعبي، إلا أن علاقاته مع واشنطن تثير القلق الإيراني رغم التعهدات التي قدّمها، فضلًا عن أن الانفتاح الأخير على المحيط العربي وخصوصا المملكة العربية السعودية الخصم المناهض لإيران وتحسن العلاقات معها ساهم بخفض شعبية العبادي لدى المسؤولين الإيرانيين وبدأ الاعتماد بشكل كبير على هادي العامري.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .