+A
A-

قفزة الأسعار تمنح المنتجين فرصاً قوية لتحسين سوق النفط

خلال الأشهر القليلة الماضية، سجلت أسواق النفط والغاز ارتفاعاً على مسارات الطلب بمشتقات الطاقة وبالشكل الذي يمكن وصفه باتجاه الأسواق إلى مزيد من التوازن على قوى العرض والطلب، بعيداً عن التأثيرات الإيجابية التي أحدثتها تخفيضات "أوبك" وعدد من المنتجين المستقلين.

وأشار التقرير الأسبوعي لشركة نفط "الهلال"، إلى أن هذه المؤشرات تؤكد أن أسواق الطلب آخذة بالتحسن التدريجي وبالشكل الذي يمكن المنتجين من التحرك بحرية أكثر والحفاظ على مستويات الانتاج الحالية، بالإضافة إلى الإبقاء على مسارات الأسعار في وضع مستقر وقابل للزيادة، كمحصلة نهائية لإجمالي تحركات الأسواق وتوقعات المنتجين وفقاً للمؤشرات المتداولة.

وأوضح التقرير أن منتجي "أوبك" باتوا بحاجة إلى تحسين عوامل التفاعل والاستجابة مع أية ارتفاعات على الأسعار وترجمتها إلى قرارات تعديل مستويات الإنتاج بالزيادة أو الانخفاض، يأتي ذلك في الوقت الذي يسجل فيه المنتجون لدى السوق الأميركي سرعة استجابة أكبر مع أية زيادة على الأسعار، تنعكس بزيادة الانتاج وزيادة المعروض لدى الأسواق.

يأتي ذلك في الوقت الذي تعتبر فيه مسارات نمو السوق النفطي التي سجلتها وتلك التي يتوقع أن يسجلها الطلب خلال الفترة القادمة مشجعة على احتفاظ المنتجين بحصصهم الحالية على الرغم من التقلبات الكبيرة التي تسجلها أسعار النفط وما يرافقها في العادة من ارتفاعات متوقعة في إنتاج النفط الصخري الأميركي.

وفي الإطار تبدو فرص زيادة الانتاج أو زيادة المعروض في الوقت الحالي غير مشجعة لمنتجي "أوبك" والمستقلين ولدى المنتجين الأميركيين أيضاً على الرغم من التحسن المسجل على الطلب وعلى الأسعار، لتأتي هذه المسارات منسجمة مع التوقعات الصادرة عن وكالة الطاقة العالمية الخاصة بالطلب، ليسجل مستويات جديدة وصولاً إلى 99.3 مليون برميل يوميا خلال العام الحالي مقارنة بـ 97.8 مليون برميل خلال العام 2017.

في المقابل، فإن فرض الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم، ومؤشرات اتخاذ إجراءات مقابلة من قبل الشركاء التجاريين، سيرجح الدخول في تباطؤ جديدة على وتيرة النشاط الاقتصادي وسوف يؤثر سلباً في حجم الوقود المستخدم لدى قطاع النقل بكافة استخداماته.

يشار هنا إلى أن معدل نمو التجارة العالمية عكس قدراً من القوة ليسجل معدل نمو بواقع 2.5% في نهاية العام 2016 وبنسبة 4.7% في نهاية العام 2017، وبالتالي لابد من الحفاظ على مستويات نمو مشابهة لدعم مؤشرات الطلب ذات العلاقة بالإنتاج الحقيقي.

وأشار التقرير إلى أن التهديد الأكبر الذي تواجهه أسواق النفط العالمية وأسواق المنتجين مصدره انخفاض تكاليف إنتاج النفط الصخري الأميركي، وبالتالي فإن أسواق النفط أمام موجة نمو أخرى على مستويات الإنتاج، وباتت إمكانية الوصول إلى 11 مليون برميل يومياً لدى الولايات المتحدة أمراً قابلا للتحقق في أي وقت، في حين يتوقع أن يبلغ الطلب على نفط أوبك إلى 32.3 مليون برميل يوميا في المتوسط خلال العام الحالي، الأمر الذي يبقي خطط "أوبك" في مسارها الايجابي حتى اللحظة.