+A
A-

الرعب يدب في سوق العملة الإيرانية وسط مخاوف "النووي"

انخفض سعر صرف الريال الإيراني أمام العملات الأجنبية إلى مستوى غير مسبوق، حيث ذكرت وكالة " ايلنا" أن سعر صرف الريال الايراني مقابل الدولار ارتفع الى 60 ألف ريال مقابل الدولار الواحد بحلول ظهر الاثنين.

هذه التراجعات المتواصلة تأتي مع تزايد الغموض بشأن مستقبل الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع القوى الكبرى في 2015.

وخسر الريال أكثر من 30% من قيمته مقابل الدولار خلال ستة أشهر، في وقت يتزايد الفارق بين سعر السوق المفتوحة وسعر الصرف الرسمي الذي حدده البنك المركزي الأحد بـ37814 ريال للدولار، ما يهدد بعودة التضخم المرتفع.

وتتشكل يومياً منذ عدة أسابيع صفوف انتظار طويلة في طهران أمام مكاتب الصرافة.

وبحسب "ايلنا"، فقد أعلن معظم الصرافين بأنهم لا يشترون أو يبيعون، إلا لشخص واحد من كل عائلة فقط.

من جهتها، ذكرت وكالة "فارس" أن لقد التجار ونشطاء السوق يعزون أسباب انخفاض قيمة الدولار ، إلى عدة أسباب منها ازدواجية أسعار الصرف وفشل الاتفاق النووي والضغوط السياسية وفقدان الوظائف والتوجه نحو صفقات الدولار.

وقد انتشرت قوات الأمن في أمام شركات الصرافة في شوارع طهران، كما توضح الصورة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وصرح رئيس مكتب للصرافة لوكالة "فرانس برس" طالبا عدم الكشف عن هويته بالقول: "من الواضح أن هناك زيادة في عدد من يشترون الدولارات لأنهم يعتقدون أن الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق النووي".

مهلة محددة

ويهدف الاتفاق الذي وقعته إيران مع الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا) إلى منع إيران من حيازة السلاح النووي.

وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب في يناير بسحب بلاده من الاتفاق، مع انتهاء مهلة حددها للأوروبيين من أجل تشديد بنوده.

وفي حال انسحاب الولايات المتحدة، من المتوقع أن تعيد فرض العقوبات الاقتصادية المعلقة حالياً بحق إيران، ما سينعكس على اقتصاد البلاد وسيبعد المستثمرين الأجانب.

وتسارع هبوط الريال منذ منتصف أكتوبر حين رفض ترمب "المصادقة" على الاتفاق حول برنامج إيران النووي.

انهيارات متوقعة

وقال رئيس مكتب الصرافة إن "الحكومة لا يمكنها أن تفعل أي شيء عندما يدب الرعب في السوق. إذا ما خرجت الولايات المتحدة من الاتفاق فإن العملة الإيرانية قد تنهار أكثر لتصل إلى 70 ألف ريال مقابل الدولار".

وتم استدعاء محافظ البنك المركزي الايراني ولي الله سيف ووزير الاقتصاد مسعود كاربسيان إلى جلسة استجواب تعقد الاثنين في مجلس الشورى، حيث يأخذ العديد من النواب على السلطات عدم تحركها.

وكان الرئيس حسن روحاني دعا الإيرانيين في نهاية يناير، في وقت كان يتم تداول الدولار بسعر 48 ألف ريال، إلى عدم التخوف، مؤكداً أن "العائدات بالعملات الأجنبية تفوق حاجات البلاد".