سعدت كثيرا، حين كنت من ضمن الحاضرين بالأمسية التي قدم ورقتها أخيرا، الدكتور عدنان بو مطيع، في مركز الجزيرة الثقافي، بعنوان “الإعلام البحريني من المحرق إلى العالمية”.

وبلفتة جميلة، وفي سياق حديثه الدسم والشيق، أشار بو مطيع للتجربة الفريدة، لعدد من الصحافيين، الذين لم تحل ظروف الإعاقة بينهم وبين أن يؤدوا رسالتهم الإعلامية والإنسانية، قيد أنملة.

منهم، رئيس قسم الثقافة بالبلاد الأخ طارق البحار، الذي إضافة لإعداده اليومي لصفحات السينما والثقافة والمسرح، يعكف على تقديم كاريكاتير يومي هادف ومسنون، بتجربة إبداعية تجاوزت العشرين عاما.

البحار والذي تعرض قبل سنوات عديدة لحادث سيارة خطير، أدخله بغيبوبة لشهور، وعلاج طبيعي أضعاف هذه المدة، لم تمنعه الظروف، بالتوقف عن رسم الابتسامة، وإشاعة الأمل، لمجتمع يغرق بالمشاكل الاقتصادية الخانقة.

القصة تقول ببساطة، إن الإرادة الحقيقية تكمن بمقدرة المرء على العطاء اللا متناهي للآخرين، وهو مكوم تحت أرتال الوجع، والحرمان، والحاجة، وإن المجتمع البحريني الكريم لمنعم بمثل هذه الشخوص الإنسانية الملهمة، فشكرا لهم.