+A
A-

المستوطنون يحرقون مسجداً في الضفة

أضرم مستوطنون إسرائيليون فجر الجمعة في مسجد ببلدة عقربا جنوب مدينة نابلس، امتداداً لسلسلة من الاعتداءات التي تشنها عصابات تدفيع الثمن الإسرائيلية وكان أبشعها إحراق عائلة دوابشة في بلدة دوما بنابلس.

وقال شهود عيان من قرية عقربا جنوب نابلس لـ"العربية.نت" إن المستوطنين وصلوا إلى مسجد "سعادة" على أطراف البلدة عند منتصف الليل، لكنهم فشلوا في إيجاد نقطة ضعيفة للدخول إليه فسكبوا البنزين من أسفل بابه الرئيس ثم أشعلوا النار بينما كانت الخسائر طفيفة.

وأشار الشهود إلى أن المستوطنين كتبوا شعارات معادية للعرب على جدران المسجد قبل أن ينسحبوا.

من جهته، قال غسان دغلس، مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية إن هذا الاعتداء جزء من سلسلة تستهدف المساجد بالتحديد في الضفة، حيث أحرق مستوطنون مساجد في محيط قرى نابلس ورام الله، مثل قرى المغير واللبن الشرقي وبيتا.

ولا تقتصر عمليات عصابات تدفيع الثمن على الضفة الغربية، وقامت بمئات الاعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم داخل إسرائيل مثل إحراق مسجد طوبا الزنغريا داخل في الجليل الأعلى عام 2011، وكنيسة الطابغة الأثرية على ضفاف بحيرة طبريا شمال القدس عام 2015.

وأشارت معطيات حصلت عليها "العربية.نت" إلى أن المستوطنين اعتدوا على أكثر من خمسين مسجداً وكنيسة في الضفة الغربية وداخل إسرائيل منذ العام 2009.

وتأسست عصابات تدفيع الثمن على يد مستوطنين متطرفين عام 2008 بعد إخلاء بؤرة استيطانية اسمها "عدي عاد" في الضفة، واندلاع مواجهات مع الجيش والفلسطينيين، وتنوعت اعتداءاتها بين مداهمة قرى فلسطينية والاعتداء على السكان، أو إحراق ممتلكات.

ومن أبشع الجرائم التي ارتكبتها هذه العصابات كان إحراق منزل عائلة دوابشة في بلدة دوما في محيط نابلس في يوليو عام 2015، حيث توفي سعد دوابشة وزوجته رهام وابنهما الرضيع علي ابن الشهور الأربعة، فيما نجا الطفل أحمد من الحادثة بعد تعرضه لحروق شديدة.

وفي عام 2014 خطف مستوطنون فتى من بلدة شعفاط بالقدس وقاموا بسكب البنزين عليه وإحراقه حياً.

وقال دغلس إن "عصابات تدفيع الثمن هي عصابات إرهابية تحظى بغطاء من الحكومة الإسرائيلية وتقوم بهذه العمليات من أجل إرهاب الفلسطينيين وإبعادهم عن أرضهم والسيطرة عليها بحماية من الجيش".

من جهته، ندد وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس بمحاولة إحراق مسجد الشيخ سعادة في بلدة عقربا وقال في بيان صدر عنه إن "هذه الأعمال الإرهابية التي تطال مقدسات المسلمين ومساجدهم، وكذلك المسيحيين، تأتي متساوقة مع التحريض الإسرائيلي الممنهج على الشعب الفلسطيني وقيادته السياسية والتي تستغل المناسبات الدينية لتمرير تحريضها، وما الاعتداءات اليومية على المسجد الأقصى والإبراهيمي إلا دليل عليها".

ويتواجد نحو 700 ألف مستوطن في 196 مستوطنة و200 بؤرة استيطانية مقامة على الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية.

وقال تقرير صدر عن الحكومة الفلسطينية مؤخراً إن الاستيطان الإسرائيلي والجدار المبني على أراضي الضفة وكذلك الأوامر العسكرية التي تصادر أراضي الفلسطينيين – لا سيما في المناطق المصنفة "ج" - تستولي على أكثر من 70% من مساحة الضفة الغربية.