العدد 3470
الأحد 15 أبريل 2018
banner
مجلس الرئيس... الاعتبار الذهبي
الأحد 15 أبريل 2018

كانت المشكلة.. أن المواطن “المستحق” لا يتمكن من الحصول على قرض مزايا الإسكاني إذا تجاوز راتبه الشهري ألف دينار بحريني، وكان الرئيس رغم عجز الموازنة بفعل الأزمات المتلاحقة التي اصطدم بها قطاع النفط، ورغم الظروف الاقتصادية التي تمر لها المنطقة والعالم، متقدما كعهدنا به صفوف التلبية، مراعيا أدق حاجات مواطنيه، ومستبقا أنيل غاياتهم إلى العيش بكرامة، والمساهمة في البناء بكل همة ودراية بهموم المرحلة. هل هناك أهم من الخدمة الإسكانية كي ينعم بها المواطن؟ هل هناك أسمى من أن تكون حياته الكريمة مظللة بسماء الخير، ومباركة من أرض الخلود؟ بالتأكيد كانت الأسئلة مسيطرة على جباه الطالبين للوحدات الإسكانية والمنتظرين على لوائح الأمل، وفي مضامير التمني؟

لقد كان رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه، قائدا فوق العادة مثلما عودنا دائمًا، بالتحديد عندما وجه سموه مجلس الوزراء الاثنين الماضي بضرورة مد خدمة قرض مزايا الإسكاني إلى كل من يصل راتبه الشهري إلى 1500 دينار بحريني بدلا من ألف دينار، ليحقق بذلك أحلام آلاف الشباب الباحثين عن سكن عائلي لائق، وعن حياة معيشية كريمة لا تكتمل أركانها بعد الأمن والأمان والتعليم المتطور والرعاية الصحية المتكاملة، إلا بالسكن الذي يترجم فيه الوطن رعايته للمواطن.

هذا هو ديدن قائد يدرك متطلبات مواطنيه، ويقرأ صميم مشاكلهم بقدرة محب، وعبقرية ربان.

الشباب يتحدثون كثيرًا عن مشكلاتهم الحياتية، وعن أحلامهم المستقبلية، وعن برمجة أيامهم الصعبة بحسابات اللحظة، ولوغاريتمات الأماني الطارئة، من بينها قيمة قرض مزايا الإسكاني الذي يبلغ 120 ألف دينار بحريني، بينما لا يصل منه إلى المستحق سوى 81 ألف دينار، في حين تبلغ قيمة الوحدة السكنية (بيت) على سبيل المثال 120 ألف دينار على الأقل، لذلك مازال الأمل في مكرمة إضافية برفع قيمة القرض إلى الرقم المذكور أعلاه، هنا يصبح الإنجاز إنجازين، والفرحة فرحتين، وهنا يمكن تحقيق الأحلام المتكاملة، التي لا أشك لحظة في أن سموكم على أعلى دراية بها، بل إنكم تكابدون من أجل أن يتحلى المواطن بحياة كريمة، وحتى يتمكن وجنبا إلى جنب مع قيادتنا الرشيدة في بناء حضارة لا تغيب عنها الشمس.

إن المواطن كان ومازال وسيظل هو الاعتبار الذهبي الذي يضع خليفة بن سلمان رؤيته الممتدة، وصنوانه الذكي، وسموه في العديد من حوارات مجلسه العامر أشار، يحفظه الله، مرارا وتكرارا بخصوص مستوى الخدمات الإسكانية، إلى ضرورة تناغمها مع احتياجات الوطن والمواطن، وإلى أهمية تفهمها للتطورات الاقتصادية المتلاحقة، لذا أكد سموه في أكثر من مجلس أن يكون المسؤول عن تقديم الخدمة الإسكانية واعيا لضرورتها، مراعيا لفلسفة القيادة وخططها لإيجاد مشكلات ناجعة لمشكلة قوائم الانتظار.

جزاك الله خيرا يا أبا علي؛ لأنك تسعى بكل ما أوتيت من قدرة، وبكل ما يمنحك العلي القدير، وبإحساس إنساني أسطوري، أن تسابق الزمن، لكي يلحق مواطنيك بقطار الحضارة، وأي حضارة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .